في خضم انخفاض درجة حرارة الجو والبرودة الشديدة في فصل الشتاء، ينسى كثير من الأشخاص تناول الماء، خاصة مع عدم شعورهم بالعطش، إلا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة، قد تصل إلى الإصابة بالجلطات.
أول هذه الأعراض هو الإحساس بالتعب والهزال وعدم القدرة على الوقوف، وهو ما شعرت به رندة حجي (25 عامًا)، التي تبين أنها لم تكن تتوقع أن عدم شربها الماء يمكن أن يجعلها تشعر بهذا التعب.
توضح في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أنها في فصل الشتاء لا تشعر بالعطش كثيرًا، لذلك كمية الماء التي تشربها قليلة مقارنة بما تشربه خلال فصل الصيف، إلا أنها بدأت تشعر بالتعب والهزال في المدة الأخيرة، وعند الرجوع للطبيب أكد لها أن السبب هو عدم شرب الماء.
وتضيف حجي: "الطبيب أكد لي ضرورة شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًّا حتى يستطيع الجسم أخذ حاجته والقيام بالمهام المطلوبة منه على أكمل وجه"، لافتةً إلى أن الماء ما وُجد كان مصدر حياة، وإن انقطع كان ذلك بداية للأمراض.
من جانبه يوضح اختصاصي التغذية د. صبحي اليازجي أن عدم شرب المياه بكمية كافية من المشاكل التي يواجهها الإنسان بكثرة في فصل الشتاء، لأن الجسم لا يشعر بالعطش كثيرًا بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم التعرق بكميات كبيرة.
ويبين لصحيفة "فلسطين" أن على الإنسان ألا ينتظر أن يشعر بالعطش حتى يشرب، فهذا يعني أن الإنسان يمكن أن يمر عليه النهار بأكمله دون شرب أي كمية من المياه، مشددًا على أهمية أن يظل عقل الإنسان رقيبًا على جسمه، ومذكرًا له بضرورة شرب المياه حتى في حالات عدم العطش.
ويقول اليازجي: "إن بعض الأشخاص يظنون أن شرب الماء بكمية كبيرة دفعة واحدة يعوض الجسم، إلا أن هذا أمر خطأ إذ يجب توزيع مواعيد شرب الماء خلال ساعات النهار والليل"، لافتًا إلى أن جسم الإنسان يحتاج إلى 2-3 لترات من الماء يوميًّا موزعة على النهار والليل.
ويحذر من أن قلة شرب الماء ستقلل من العمليات الكيمائية داخل الجسم وستؤدي إلى لزوجة الدم، وتعرض الجسم أكثر للجلطات الدموية، وما يتبع ذلك من مشاكل صحية لا تحمد عقباها قد تكون مسببة للموت.
كما أن قلة شرب الماء ستؤدي –والكلام لا يزال لليازجي- إلى قلة التحكم بوزن الجسم، خاصة لأصحاب الرجيم، وتراكم السموم وعدم تنظيف الجسم منها، والإصابة باعتلال الجسم، ومرض الخلية، والتسبب بأمراض كثيرة.
وينبه إلى أن قلة شرب الماء ستؤدي إلى قلة نشاط الدورة الدموية، والإمساك، وعسر الهضم وكثير من المشاكل التي لا حصر لها، لأن ثلثي الجسم من الماء، فيمكن للإنسان أن يتخيل ماذا سيحدث لجسمه، لو قلت عن النسبة الطبيعية.