قائمة الموقع

انتخابات مجالس العائلة "عرس ديمقراطي"

2020-01-24T19:48:00+02:00
صورة أرشيفية لانتخابات مجلس عائلة سكيك

شاب يلعب الحديد في نادٍ رياضي ناداه شخص باسم عائلته، فالتفت هو ومن يجاوره، ليتفاجأ أنهما أبناء عمومة لعائلة واحدة، ويسكنان في الحي ذاته، لكنهما لا يعرف أحدهما الآخر.

ومواقف أخرى عديدة دفعت شباب عائلة عريقة في قطاع غزة لإنشاء مجلس شباب العائلة لانشغال كبارها، في محاولة منهم للم شمل أفرادها، والعناية بضعفائهم، والمشاركة في الأفراح والأحزان؛ ليتحرك عندها الكبار لإعادة الدفة تحت إشرافهم، وإجراء انتخابات تحمل دماء الشباب الجديدة وخبرات وحكمة عقول كبار السن.

المحاسب عبد الرحمن الخضري (34 عامًا) شعر بسعادة بالغة باجتماع أفراد عائلته لإجراء انتخابات لمجلس العائلة، معلقًا: "كانت المرة الأولى التي أرى فيها أفرادًا ينتمون لعائلتي لا أعرف عنهم أي شيء".

ويوضح الخضري أن مجلس عائلته المنتخب مطلع يناير 2020م يضم أحد عشر عضوًا بنسبة 40% لفئة الشباب، و60% لكبار العائلة، على أن تكون سن رئيس المجلس فوق الستين عامًا.

مجلس عائلة الخضري الحالي هو الأول، ولديه مهلة مدة ستة أشهر لوضع نظام داخلي وتوزيعه على أعضاء الجمعية العمومية من أبناء العائلة؛ للموافقة عليه، ومن المفترض أن تكون مدة كل مجلس سنتين.

ويتوقع الخضري من المجلس متابعة الحياة الاجتماعية اليومية لأبناء العائلة، وعقد لقاءات تعريفية بين كل من يحملون اسم العائلة، والمشاركة في الأحزان والمسرات، وتفقد ذوي الحال الميسور بما يضمن لهم حياة اجتماعية هانئة.

ويشار إلى أن أول مجلس عائلة لآل سكيك أسس في عام 1943م، وبعدها أعاد تشكيل المجلس الحاج بهجت عطا سكيك في عام 1975م تحت مسمى (مجلس الصندوق الخيري لآل سكيك)، وجددت الثقة له في عام 1978م، وأجريت انتخابات في عام 1994م، وهو العام الذي تغير فيه الاسم إلى (مجلس عائلة سكيك)، و2002م، وصولًا إلى انتخابات يناير 2020م، ومجلس العائلة مسجل جمعية عثمانية لدى وزارة الداخلية.

ويقول نائب رئيس مجلس العائلة الجديد د. عدلي سكيك: "إن المجلس يهتم بأحداث الحياة الاجتماعية لأفراد عائلة سكيك على امتداد محافظات قطاع غزة، ومشاركتهم في أفراحهم، وأحزانهم، والاستعانة على قضاء حوائج الفقراء من أبناء العائلة".

وما دفع عائلة سكيك إلى انتخاب مجلس عائلة جديد غيرتهم على المجلس الأخير المنتخب في عام 2002م لعدم تفعيله، فأطلقوا لجنة تحضيرية في يونيو 2019م للتجهيز للانتخابات التي أجريت في يناير 2020م ليضم المجلس الجديد أحد عشر عضوًا، منهم ثلاثة أعضاء فوق سن الستين، وأصغر عضو يبلغ من عمره ثمانية وثلاثين عامًا.

ويصف سكيك تجربة عائلته في الانتخابات بأنها عرس ديمقراطي وانتخابات نزيهة، ترشح فيها 25 شخصًا، وانتخب أبناء الجمعية العمومية من يرونه أهلًا من الناحية المادية والجسدية لمتابعة شؤون العائلة.

وتختلف هذه الانتخابات عن سابقتها في العائلة بتوسع القاعدة الانتخابية الحالية، فسابقًا كانت تجرى الانتخابات في مجلس أحد كبار العائلة وتقتصر على عدد قليل من أفرادها، أما هذه المرة فاستدعى الأمر إقامة الانتخابات في صالة أحد المطاعم لاستيعاب زيادة أعداد الناخبين من الأبناء فوق سن 16 عامًا.

وليست عائلتا الخضري وسكيك الوحيدتين في قطاع غزّة، اللتين اتجهتا نحو الخيار الديمقراطي لاختيار ممثليهما، فمجموعة أخرى من العائلات اتبعت النظام ذاته، كما تستعد مجموعة أخرى من العائلات لعقد انتخاباتها الداخلية، خلال المرحلة المقبلة.

في السياق ذاته تمر محافظة خان يونس بتجربة مشابهة لكنها أوسع نطاقًا، يقول رئيس شبكة القلعة الإعلامية في مجلس عائلات محافظة خان يونس ياسر الأغا: "المجلس يضم السواد الأعظم من عائلات المحافظة، ويتجاوز عدد العائلات الملتزمة بمتابعة الأنشطة ستين عائلة".

ويوضح الأغا أن الفكرة بدأت قبل أربع سنوات تقريبًا بإنشاء موقع إلكتروني لمتابعة أخبار العائلات في محافظة خان يونس، وبعدها توسعت لاحتواء أبناء العائلات بعيدًا عن الإطار التنظيمي والأحزاب السياسية، وكسوة أبناء العائلات للمدارس، وإقامة ندوات ودورات وفعاليات اجتماعية متنوعة.

يشار إلى أن انتخابات رئاسة السلطة أجريت آخر مرة في 2005م، وانتخابات المجلس التشريعي في 2006م، ولا يزال الفلسطينيون ينتظرون إصدار رئيس السلطة محمود عباس مرسومًا لإجراء الانتخابات، مع التوافق الوطني على إجرائها، لكنه مع ذلك لم يتخذ هذه الخطوة بعد.

اخبار ذات صلة