فلسطين أون لاين

تفوق سياسي ودبلوماسي.. لهذه الأسباب تزعج جولة هنية قيادة السلطة

...
هنية والأمير تميم خلال لقاء سابق (أرشيف)
غزة/ محمد أبو شحمة:

منذ الأيام الأولى لبدء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس جولته الخارجية الأولى منذ انتخابه رئيسًا للحركة في مايو/ أيار 2017، وظفت السلطة الفلسطينية وحركة فتح وسائلها الإعلامية والناطقين باسمها لمهاجمة الجولة والتحريض عليها.

وعلى عكس ما أرادته السلطة وقيادة حركة فتح؛ حققت جولة هنية نجاحات دبلوماسية وسياسية رغم أنه في بداياتها استقبله زعماء وملوك الدول التي زارها، وكان أبرزها سلطنة عُمان خلال تأديته واجب العزاء بوفاة سلطانها الراحل قابوس بن سعيد، وقطر، وتركيا، وماليزيا.

واستقبل السلطان هيثم بن طارق هنية في قصر العلم بمسقط إلى جانب عدد من قيادات السلطنة العسكرية والسياسية، حيث تداولت صور ومقاطع فيديو لاستقبال مرموق حظي به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

كما التقى هنية بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في إسطنبول وناقش معه العديد من القضايا المهمة وخاصة قضية القدس والمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ودور تركيا في إسناد القضية الفلسطينية ودعم الشعب في القدس والضفة وغزة والخارج.

وضمن لقاءاته في زعماء الدول العربية، زار هنية قطر والتقى بأميرها تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري.

كذلك زار هنية العاصمة الإيرانية طهران، والقى خطاباً في جنازة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني الذي اغتاله الولايات المتحدة الأمريكية.

وضمن جدول زياراته، التقى هنية، أمس الأربعاء، برئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، في العاصمة كوالالمبور، خلال زيارته لها.

وبحث هنية ومهاتير محمد عدداً من القضايا المهمة المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، إلى جانب العلاقات الثنائية بينهما.

المحلل السياسي مصطفى السياسي يؤكد أن زيارات هنية الخارجية ضمن جولته لا تخدم إلا البعد الوطني والقضية الفلسطينية، وتشرح الأبعاد التي تتعرض لها القضية والقدس المحتلة.

ويهدف هنية من جولته وفق حديث الصواف لـ"فلسطين"، ليس تحقيق نجاحات كبيرة لحركة حماس، ولكن للقضية الفلسطينية بشكل عام، وإعادة إحيائها في نفوس الجميع.

ويقول الصواف: "حركة حماس ستطرق كل الأبواب خلال جولة رئيس مكتبها السياسي الخارجية، وتمد يدها لكل من يرغبون في استقباله من قبل قادة الدول العربية والإسلامية".

وحول مهاجمة السلطة الفلسطينية وحركة فتح لجولة هنية الخارجية، وخاصة بعد الحفاوة التي حظي بها من قبل قادة الدول، رأى المحلل السياسي أن الأسباب تتعلق بعدم إرادتها تحقيق أي نجاحات لحركة بقيادة إسماعيل هنية على الصعيد الدولي.

المحلل السياسي راسم عبيدات يرى أن جولة هنية الخارجية لأكثر من دولة، أظهرت الانفتاح الذي تعيشه حركة حماس مع العديد من الدول ومدى العلاقات القوية التي تتمتع بها خارج حدود الأراضي الفلسطينية.

ويقول عبيدات لـ"فلسطين": جولة هنية أظهرت أيضًا وجود تفوق سياسي ودبلوماسي لحركة حماس، من خلال استقبال رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية لهنية.

وسيكون الباب مفتوحاً لهنية لزيارة دول عربية ودولية أخرى خلال جولته، كما يؤكد عبيدات، إذ من المتوقع أن يتلقى دعوات لزيارة عدة دول أبرزها روسيا التي تبدي اهتمامًا بالملف السياسي الفلسطيني، وتدعم إنهاء الانقسام السياسي.

وعن سبب تحريض السلطة الفلسطينية و حركة فتح على جولة هنية، تشير تقديرات المحلل السياسي، إلى تخوف فتحاوي من إقامة حركة حماس علاقات دبلوماسية مع الدول التي زارها هنية على حسابها.

واستدرك: "حركة فتح لا تريد أن يمثلها أحد غيرها الشعب الفلسطيني، وترفض أي تمثيل دبلوماسي لحركة حماس خارجيًا".