تظاهر محتجون في بيروت وعدة مدن لبنانية الليلة الماضية، رفضاً للحكومة الجديدة التي أعلن رئيسها حسان دياب تأليفها من 20 وزيراً.
وعمد المحتجون إلى إغلاق طرق في بيروت ومنطقة البقاع وفي الشمال، كما اعتصم المئات قرب مبنى البرلمان وسط العاصمة، مؤكدين رفضهم للتشكيلة الجديدة ووصفوها بأنها "حكومة المحاصصة السياسية".
ولاحقاً أوضحت قوى الأمن الداخلي في تغريدة عبر تويتر انه "بعد إزالة جزء من السياج من قبل المحتجين وبعد انذارهم، جرى رش مادة بخاخة على الذين كانوا يستمرون في إزالة السياج وهو أحد الوسائل المستعملة في مكافحة الشغب في الدول المتقدمة".
كما قام عدد المحتجين بقطع طرقات في مناطق عدة في بيروت والبقاع وجونية وجبيل شمالاً.
وقال الدفاع المدني في تغريدة له عبر تويتر ان "ثلاث سيارات إسعاف للدفاع المدني توجهت الى وسط بيروت لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين على أثر ما تشهده المنطقة من توترات أمنية".
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أعلن رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب تأليف حكومته عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر الرئاسة في بعبدا شرق بيروت.
وبخلاف رئيس الحكومة، ضمت التشكيلة 19 وزيرا، وهم زينة عكر عدرا وزيرة للدفاع ونائبا لرئيس الوزراء.
وحاز حقيبة المالية غازي وزني، والخارجية ناصيف حتي، والاتصالات طلال حواط، والداخلية والبلديات اللواء محمد فهمي، والعدل ماري كلود نجم، والأشغال العامة والنقل ميشال نجار.
كما تم اختيار لميا يمين لوزارة العمل، وريمون غجر للطاقة والمياه، ورمزي مشرفية للسياحة والشؤون الاجتماعية، وفارتي أوهانيان للشباب والرياضة، وطارق المجذوب للتربية.
واختيرت راوول نعمة، لوزارة الاقتصاد والتجارة، ودميانوس قطار، البيئة وشؤون التنمية الإداريّة، وحمد حسن، الصحة، وعباس مرتضى، الزراعة، وعماد حبّ الله، الصناعة، وغادة شريم، وزارة المهجّرين، ومنال عبد الصمد الإعلام.
وقال دياب، إن الحكومة الجديدة مكونة من وزراء تكنوقراط من ذوي الكفاءات، وستعمل على وضع قانون جديد للانتخابات.
ولفت إلى أن "هذه الحكومة هي بالفعل حكومة اللون الواحد هي حكومة كل لبنان، مكونة من اختصاصيين ذوي كفاءات، وفيها تمثيل متوازن للمرأة، ونحن لدينا الإمكانات للاستمرار ولدينا ثرواتنا وسنحميها وندافع عن حقنا فيها بكل الوسائل".
وتابع رئيس الحكومة: "انطلقت في عملية التأليف متسلحا بالدستور، وضعت معايير محددة لفريق عمل الحكومة الذي على أساسه أردت اختيار الوزراء".
وأوضح دياب أن "هذه الحكومة هي حكومة تعبر عن تطلعات المعتصمين على مساحة الوطن وستعمل لترجمة مطالبهم في استقلالية القضاء واسترجاع الأموال المنهوبة".
وعن الاحتجاجات في الشارع، لفت دياب إلى أنه "في 17 (أكتوبر) تشرين الأول خرج اللبنانينون إلى الشارع بعد أن ضاقت فسحة الأمل، هتفوا ضد من يريد اغتيال أحلام اللبنانيين بدولة عادلة يحميها القانون الذي لا يميز بين مواطن ومسؤول، استعاد اللبنانيون المبادرة واستعادوا موقعهم كمصدر للسلطات".
ورأى رئيس الحكومة أن "الانتفاضة هي الطريق نحو الهدف، ورسمت معالم لبنان، لبنان الجديد"، معلناً أن أول جولاته الخارجية ستكون للدول العربية، وفي مقدمتها الدول الخليجية.
وكان تيار المستقبل، بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، والحزب التقدمي الاشتراكي، وحزب القوات، وحزب الكتائب، أعلنوا عدم المشاركة في هذه الحكومة.
وستخلف هذه الحكومة حكومة الحريري، التي استقالت في 29 تشرين أول/أكتوبر الماضي؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ السابع عشر من ذلك الشهر.
ومن المقرر أن تعقد الحكومة أولى جلساتها صباح اليوم الأربعاء.