عندما تخاطب الأم الغاضبة طفلها: اذهب إلى غرفتك ولا تخرج قبل انقضاء 10 دقائق، فيبكي ويصرخ واعدًا إياها بألَّا يكرر خطؤه، وترد هي عليه: اخرج ولكن لا تفعل ذلك ثانية! فهل يتحقق هدف العقاب؟
ربما أحبت الأم هنا أن تستخدم أسلوب العقاب بالوقت المستقطع مع طفلها، ولكنها قد لا تكون أحسنت استخدامه لذا لا يمكنها أن تتفاجأ إذا عاد للخطأ ثانية، وهنا تتساءل: ما مفهوم الوقت المستقطع وطريقة استخدامه؟
الاختصاصية الاجتماعية عروب جملة تعرف أسلوب الوقت المستقطع في العقاب، هي الأخذ من وقت الطفل وإلزامه بشيء معين لوقت محدد، ويكون نتيجة ارتكابه لخطأ تم تحذيره منه في السابق، فمثلا حينما يمزق كراسة أخيه ألزميه بالجلوس في الزاوية لمدة 10 دقائق، أو نصف ساعة.
وتؤكد جملة لصحيفة "فلسطين" أن الوقت المستقطع كأسلوب عقاب، ناجع تربويًّا لأنه يعلم الطفل الالتزام بقوانين محددة، وهو بعيد كل البعد عن التسلطية، لأنه قام بسلوك خاطئ تم تحذيره عليه مسبقا، مفيد بوجوب أن يكون له بداية ونهاية.
وتبين أنه يفضل استخدام مؤقت زمني عند استخدام هذه التقنية مع الطفل بعمر الست سنوات مثلا، لأن الأطفال غير قادرين على فهم الوقت بعد، على سبيل المثال يمكنك القول له: سأعود للتكلم معك عندما يرن المؤقت، فمفهوم الزمن عند الكبار يختلف كثيرًا عن مفهوم الزمن عند الأطفال.
وتنصح جملة الأم إذا قام الطفل من مكانه، بأن تعيده إليه فورًا، ثم تشرح له أن الوقت المستقطع سيبدأ فقط عندما يجلس مكانه، مخاطبة إياها بقولها: ضعي يدك على ساقيه لتشجيعه على البقاء جالسا، لا تتركيه ينزل عن الكرسي إذا قال إنه آسف، عليه أن يجلس صامتًا أولًا، لا تتحدثي إليه في أثناء مدة العقاب ولا تسمحي لأحد آخر بأن يتحدث إليه أيضًا، وعند انقضاء الوقت المحدد، اطلبي منه أن يعتذر ثم سامحيه وانسي الأمر.
وتشدد على أن يتم شرح سبب استخدام هذا الأسلوب في العقاب لطفل، ومع مرور الوقت سيشعر بتغير في طبيعته واختلاف النظام الذي تعود عليه بفعل الوقت المستقطع، حتى لا يكرر الخطأ ثانية.
وعن العمر الذي يمكن فيه استخدام أسلوب الوقت المستقطع، تقول جملة : "حسب العمر الإدراكي للطفل حينما نشعر بأنه يدرك ما نقول وينفذ، بإلزامه بالجلوس في زاوية محددة، أو في غرفته، أو على كرسي".
وتضيف: "لا يتوقف استخدامه في عمر معين، فيمكن أن يكون ناجعا استخدامه مع مراهق في بأن تلتزم الأم بصمتها وعدم الحديث معه مثلا لأربع ساعات، وهذا يفيد حينما يقوم بالعقاب شخص تربطه بالمراهق والطفل علاقة وطيدة".
وتلفت الاختصاصية الاجتماعية إلى أنها لا تفضل استخدام هذا الأسلوب دائما، بل حسب السلوك الخاطئ الذي قام به، وليس كل خلل سلوكي يحتاج إلى عقاب حتى لا يؤثر في التكوين التربوي لديه.
الطفل بطبعه ملول، لذا على الوالدين فهم طبيعة طفلهما، فيمكن أن يستجيب للعقاب بحرمانه من نزهة معينة أو اصطحابه في زيارة عائلية، أجدى نفعا من عقاب الوقت المستقطع؛ وفق جملة.
وتؤكد التنويع في أساليب العقاب، لأن الطفل إذا تعود على نوع معين يصبح مألوفا لديه ولن يعطي النتيجة المرجوة بتغيير السلوك.