قائمة الموقع

كيف يمكن أن تحدد "معادن الأشخاص"؟

2020-01-17T21:48:00+02:00
صورة أرشيفية

معيار الحكم على الشخصيات والأفراد ينطوي بشكل أساسي على حجم التفاعلات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وذلك يرتبط بالتصرفات وردود الفعل التي يبدونها تجاهنا.

في الأمثال الشعبية قالوا "لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وستة أشهر"، تظهر معادن الناس من خلال المواقف والاحتكاك المباشر معهم، خاصة في المحن والشدائد.

هبة عبد الرؤوف الطالبة في المستوى الثالث في كلية الهندسة، تقول إنها مرّت بتجارب كثيرة صعب عليها خلالها تحديد "معادن الأشخاص" الذين كانوا جزءا من أحداث مهمة في حياتها.

ولإيضاح ذلك تضرب مثلا أن بعض صديقاتها اللواتي بدر منهن تصرفات أزعجتها وحدثتها نفسها بأنهن غير إيجابيات، ولا ينفعنها في المواقف، أثبتوا في مراحل أخرى أنهن جديرات بالثقة، وأن تصرفاتهن السابقة كانت طارئة ولم تعكس حقيقة شخصياتهم، لذا عادت لتعزز علاقاتها بهن.

وبعكس ما ترويه هبة، فإن وائل سعد (40 عاما)، الذي يعمل مهندسا معماريا، يرى أن أول موقف من أي إنسان يظهر حقيقة شخصيته، بغض النظر عما يصدر منه لاحقا.

ويفسر ذلك في حديث مع صحيفة "فلسطين"، بأنه يعتقد أن الإنسان ذو الشخصية السوية لا يصدر منه أي تصرف أو موقف سلبي متعمد، ولكن يمكن أن يكون هناك خطأ بشري يكون متفهما.

وبين هذين الرأيين، تبين الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة أن أنماط الشخصية هي من تحدد معدن الشخص، أسوأها الشخصيات الحدية والتي ترى الأمور بمنظار واحد فقط يا أبيض يا أسود، وهي من الشخصيات المتعِبة لها وللآخرين.

وتوضح السعايدة لصحيفة "فلسطين" أن الشخصيات الزورانية (الشكاكة) أيضا، هي التي تفتقد الثقة بالآخرين ودائما عندهم سوء ظن مسبق من الغير ودائما يتوقعون الأسوأ منهم ، وكذلك الشخصيات المزاجية التي يغلب على طابعها التحرك وفق الأهواء والمصالح.

وتشير إلى أن أنماط الشخصية السابقة تعد من أشهر التصنيفات الموسوم بها أصحاب المعادن الرديئة والتي لا تتوانى عن أي فعل ولو كان غير سوي لتحقيق مصالحها فالغاية عندهم تبرر الوسيلة، ويتميزوا بالمنافسة غير الشريفة والتخلي عن الآخرين في أوقات الشدة والأزمات، لا تأخذهم  رأفة ولا رحمة في التعامل مع الغير.

لكن كيف يمكن التمييز بين المعادن "الأصلي والرديء"، تجيب السعايدة : " يمكن ذلك من خلال المعرفة والخلفية المسبقة عن الأشخاص وأنماط الشخصية، على أن يتمتع الإنسان بقدر من الإدراك والوعي في التعامل مع مختلف الشرائح بذكاء على اختلاف معادنهم بحيث لا يكون عرضة للاستغلال أو المعاملة السيئة، وفي المقابل يتجنب اصدار الأحكام المسبقة على الآخرين".

وتشدد على أن الذكي من يتعلم من أخطائه، ولكن الأذكى من يتعلم من أخطاء الآخرين لذلك لا بد من معرفة جيدة بالأشخاص الذين يتم التعامل معهم وجمع معلومات كافية عنهم والاستفادة من التجارب مع التأكيد على عدم تعميم فكرة الآخرين على شخص معين.

وتشير إلى أن البعض مهما تعرضوا لمواقف لا يتغيرون ويبقى معدنهم كما هو، في حين أن البعض الآخر تجده متقلب الأهواء يتغير بتغير مواقف أشخاص وأماكن تبعا لمصالحه وأهوائه.

وتلفت السعايدة إلى أن الفطرة السليمة والنقية التي جبل الله عز وجل، عليها الإنسان وهي الخير، هي الأساس الذي تنطلق منه جميع الشخصيات لكن لظروف ما وأسباب ما قد يتغير الإنسان سواء تعرض لتجارب مريرة جعلته شريرا وأفقدته حكمته أو غيرها، لكن إذا امتلك إرادة قوية للتغيير فسيتدارك أخطاءه ويتصرف وفق قيمه الفاضلة.

وتخلص إلى أن الانسان اذا امتلك الارادة للتغيير والأهم من كل ذلك الأفعال التي تصدق تلك النية، فيبادر في الاعتذار والصفح بحق من أخطأ معهم وكان عونا للآخرين ليؤاثرهم في محنتهم.

اخبار ذات صلة