فلسطين أون لاين

بعدما فشل في ذلك العام الماضي أمام صلابة المقدسيين

تقرير الاحتلال يحاول إيجاد موطئ قدم في "الأقصى" بالسيطرة على "باب الرحمة"

...
مصلون أمام مسجد الرحمة في الأقصى (أرشيف)
القدس المحتلة- غزة/ يحيى اليعقوبي:

موطئ قدم يحاول الاحتلال الإسرائيلي إيجاده مرة أخرى في المسجد الأقصى من خلال السيطرة على "باب الرحمة" والوصول إلى مخططاته الاستراتيجية في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد المبارك، بعدما فشل في ذلك العام الماضي نتيجة الهبة الجماهيرية الشعبية المقدسية.

التضييق على المصلين والحراس واقتحامات المستوطنين، أشكال مختلفة يتخذها الاحتلال في محاولة السيطرة على الباب الذي يؤمن دخول المستوطنين من خلاله –لو جرت السيطرة عليه- دون الحاجة للمرور بالبلدة القديمة، خلافًا لأبواب الأقصى الأخرى التي يجب المرور بالبلدة قبل الوصول للمسجد.

نائب مدير أوقاف القدس ناجح بكيرات، يقول إن "باب الرحمة" يتصدر طبيعة الصراع بين المقدسيين وأجهزة الاحتلال وأذرعه لكونه خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن هناك سياسة إسرائيلية واضحة لتجفيف الوجود الإسلامي والمكاني وتغييب الرؤية البصرية للمسجد المبارك في محاولة لتهجير الناس من داخله.

وأضاف بكيرات لصحيفة "فلسطين"، أن موضوع "باب الرحمة" مرتبط بهدف استراتيجي للاحتلال وهو إقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى محاولًا تصدير خرافة توراتية، مؤكدًا "نحن أمام خطر إنهاء الوجود الإسلامي الفلسطيني في الأقصى، وهذه معركة ليست سهلة بقدر ما هو مشروع استراتيجي يشعر الاحتلال أنه اقترب فيه من النهاية".

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول التصعيد المستمر لإرسال رسائل واضحة بأنه يريد كسر شوكة المرابطين وتحريض الجمهور الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى، وأنه صاحب السيادة بالمكان، ويستثني دور الأوقاف الإسلامية من ذلك.

نقطة ضعف

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يقول: إن المتفحص لساحات المسجد الأقصى يجد أن المنطقة الشرقية منها نقطة ضعف يسعى الاحتلال لاستغلالها، مشيرًا إلى أنه عندما جرى ترميم المصلى المرواني أخرجت الأتربة من داخل المصلى ووضعت في المنطقة الشرقية الفارغة من ساحات الأقصى من جهة باب الرحمة، ليتم إخراجها خارج أسوار المسجد المبارك، وفيما بعد منعت سلطات الاحتلال إزالة الأتربة وبقيت المنطقة دون استغلال.

وأضاف الهدمي لـ"فلسطين"، أن باب الرحمة يأتي بمكان قريب من السور الخارجي للأقصى والبلدة القديمة بالقدس، أغلقه الاحتلال لأنه مدخل مباشر للمسجد من خارج البلدة، وهو مختلف عن باقي الأبواب الأخرى التي يضطر أي شخص للمرور بالبلدة قبل الوصول للأقصى.

وبحسب الهدمي، فإن "باب الرحمة" يعد نقطة ضعف تؤمن دخول المستوطنين لساحات الأقصى دون الحاجة للمرور بالبلدة القديمة والتعقيدات الأمنية، موضحا أنه "لو تم الاستيلاء عليه من الاحتلال فيسهل ذلك على المستوطنين دخولهم وخروجهم من جهته، فضلًا عن أنها منطقة مهجورة لم يسمح الاحتلال بتعميرها لكي تصبح صالحة للصلاة".

ويرى أن الاحتلال "يلعب بالنار" لذلك يأتي تصعيده تدريجيًّا، معتقدًا أن الأمور ذاهبة لتصعيد أكبر بين الاحتلال والمقدسيين تجاه ما يتعرض له "باب الرحمة".

وأشار إلى أن الاحتلال يريد سحب الوصاية الأردنية بما يخص الأقصى، وبات يتعدى على موظفي الأوقاف والحراس والمرابطين للسيطرة على المسجد.