وقف الفنان شحدة درغام يشرح لوحته التي جسد فيها يدًا ترسم خريطة فلسطين، ترمز إلى تأكيد أن دولة فلسطين هي كامل التراب الوطني من النهر إلى البحر غير قابلة لتجزئة، ولا مكان للاحتلال فيها.
ويمتد المشوار الفني لدرغام في الرسم والكاريكاتير منذ 25 عامًا، وأصدر كتابًا في 2014م لرسومات الكاريكاتير خاصته، التي يستمدها من الواقع؛ فغزة حبلى بالأحداث دائمًا، ونتاجات أعماله 20 ألف عمل ومنتج تناولت فلسطين الأرض والإنسان.
يقول درغام لصحيفة "فلسطين": "لوحاتي في مجملها ضمن الرؤية الإنسانية؛ فنحن أصحاب الإنسانية، ولم نكن يومًا غزاة، وأغلب العناصر التي أوظفها الشباب اليافعون، في إشارة إلى أننا أكثر قدرة على التجديد وسنبقى في حالة جهوزية دائمة لإقامة مشروعنا الوطني".
ويذكر أنه عرض أربع لوحات كاريكاتورية في المعرض الدولي الأول ضمن مجموعة من لوحات لفنانين فلسطينيين وعرب وأجانب، تتمحور أفكارها حول مدى صمود الشعب الفلسطيني على مدار 100 عام، وبقي يورث النضال جيلًا بعد جيل، وأن فلسطين هي كل فلسطين بكامل ترابها.
ويؤكد درغام أن النتاجات الثقافية قوة رافعة لأي حركة نضال، وظهير مهم جدًّا في حركة التغيير على الصعيد السياسي والاجتماعي.
ويشير إلى أن إهمال الجانب الثقافي على بعض المستويات العربية لأن هناك من لا يرغب في أن تعزز فكرة الثقافة، لأنها تجعل الناس أكثر استنارة، وتخلق حالة وعي لدى الجماهير.
ويطالب درغام الجهات الرسمية والأهلية العربية بعدم إهمال الجانب الثقافي، الذي يشكل هوية المجتمعات الإنسانية، وعاملًا تحفيزيًّا لحركات التحرر الوطني.
ويشدد على أن الفلسطينيين يمتلكون مخزونًا ثقافيًّا وإبداعيًّا، خاصة في غزة، يوصلون للآخرين أنهم يستحقون الحياة، وأن يكونوا أمة لها شأن.
وسبق أن شارك درغام بهذه اللوحة وثلاث لوحات أخرى رسمها بريشته، تجسد الواقع الفلسطيني الرافض وعد بلفور، وصفقة القرن التي روجت لها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في معرض "بين وعدين" الذي نظم في غزة أخيرًا.
أما اختصاصي الصحة النفسية والشاعر زهير جودة فيقول: "الكاريكاتير أتاح الفرصة للتعبير عن الرأي، وهذا الفن يدعم ويبني ويطور ثقافتنا للمقاومة أكثر".
ويقول جودة لصحيفة "فلسطين": "إذا كنت أريد أن أقاوم وأكون جبهة، فالثورة تحتاج إلى التعبير بالرسم والأدب والموسيقا والشعر".
ويختم: "إن الشعر كالكاريكاتير يعبر عن واقع يراه الفنان، فيستوحي أي رسمة أو شعر من الأحداث والوقائع من حوله"، مؤكدًا أن الفنون تربط الإنسان بالوطن.