يصعب على الكثيرين إتقان فن اختيار الهدايا، فما بالك باختيار هدية لطفل شرط أن تكون ممتعة ومفيدة. لذلك، نقدم لك دليلا مبسطا لاختيار هدايا الأطفال من عمر عام واحد وحتى عشرة أعوام.
السنة الأولى
إذا أتم الطفل عامه الأول، يصبح من أسهل الأطفال الذين يمكن إقناعهم بالهدية، فهذا الطفل سينبهر بالتغليف والألوان، لذا يمكن استغلال ذلك في منحه هدية مفيدة.
يحتاج الطفل في عامه الأول إلى الاستكشاف الحسي وتطوير حركته باللعب بالمكعبات، ولعبة اصطياد السمك، والقطار، والألعاب التي تحتاج للفك والتركيب، وتجميع المتشابهات، والدمى، وكتب لصور حيوانات ملونة.
السنة الثانية
مع بلوغ الطفل سن عامين، تتطور مهاراته واهتماماته بسرعة، دون أن ندرك ذلك. فهو السن الذي يدرك معه العالم لأول مرة، ويصبح قادرا على معالجة معطيات الألعاب بشكل دقيق، كالتركيب واللف والترتيب التصاعدي والتنازلي.
مع هذا السن أيضا يبدأ الطفل في تكوين صداقات، لذا قد يكون من المفيد منحه هدية بسيطة ومبتدئة تعلمه أساسيات المشاركة والتناوب، أو لعبة تستهلك بعضا من طاقاته التي لا حدود لها في هذا السن الصغير كبناء البيوت الصغيرة، أو مكعبات مصحوبة بعرائس صغيرة للتمثيل، أو الشاحنة التي تصدر أنوارا وأصواتا، أو عجلة صغيرة.
السنة الثالثة
تختلف طرق اختيار الهدايا للأطفال في سن الثالثة. وقتئذ يكون من الأفضل أن نخبر الأطفال بخطتنا، ونسألهم عما يريدون. ففي هذه السن يكون لديهم رأي واهتمامات وموقف واضح من الهدايا التي نحضرها، فيمكن أن يقبلوها أو يتركوها عند أقدامنا. ولكن هذا لا يقلل مطلقا من فكرة مفاجئتهم وتشويقهم إذا كانت الهدية مناسبة.
في هذا السن يعي الأطفال معنى الهدية، ويفرحون بها، ويميلون للألعاب ذات الجوانب الخيالية والتمثيلية، وتلك الهدايا التي تحمل نهايات مختلفة. ويناسب أطفال هذا السن هدايا كالألعاب والأزياء التي تتيح لهم تمثيل الأدوار، وألعاب الطاولة التي تشجع على التفاعل الجماعي مع الأصدقاء أو الأبوين، وألعاب الحركة والسرعة كالدراجات والعربات الصغيرة.
السنة الرابعة
إن الحياة عبارة عن سلسلة من الاستفسارات والتحديات والاكتشافات بالنسبة لطفل في عامه الرابع. فتدفعه رغبته لتجربة كل شيء لمعرفة قدراته ونتائج أفعاله لفهم كل شيء من حوله، مصحوبة بمهارات بدنية أعلى تدفعه للقفز والركض والضرب.
تساعد الألعاب المهتمة بتطوير مهارات الأطفال في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (تعرف بألعاب "ستم" STEM)، الأطفال في هذا العمر وتؤهلهم لمرحلة المدرسة من جهة، ومن جهة أخرى تساعدهم في اختبار قوة وحجم وشكل الكائنات، واستكشاف السبب والنتيجة، والتجريب وحل المشكلات. وأفضل ما في هذه الألعاب أنها مصنوعة من الخشب ولا يمكن تحطيمها.
السنة الخامسة
في سن الخامسة يكون الطفل قد طوّر مهاراته الأولية، وأصبح في حاجة للانتقال إلى مرحلة أخرى، خاصة مع دخوله رياض الأطفال واستكشافه أفكارا جديدة.
يحتاج الطفل هنا للألعاب القائمة على فكرة الانخراط في مشروع كإجراء تجارب علمية بسيطة، واستكشاف العالم الطبيعي، وإقامة صلة مع العالم من حوله.
وهناك -بخلاف الألعاب التعليمية- ألعاب مفيدة وجذابة لهذا السن ككتب مصورة عن البيئة والفضاء، والآلات الموسيقية البسيطة كالأورج والإكسليفون، وألعاب المنضدة التعاونية التي تعلمه المشاركة في حل المشكلات ووضع الخطط، وأدوات الزراعة للأطفال، ومعدات الطبيب.
السنة السادسة
يشارك الأطفال في هذا السن في الكثير من أنشطة المدرسة كل يوم، وهنا يبدؤون في تحديد ما يحبونه وما لا يحبونه، كما أنهم يرون ما يمتلكه بقية زملائهم، لذا فهم في هذا السن يسعون للبحث عن الجديد بشغف.
هنا -وحسب ميول الطفل- يمكننا تعريفه على شغف جديد يسعى إليه، ويكون له قيمة في الوقت نفسه، كتصميم روبوت بسيط، أو الزراعة بيده وأدواته الخاصة في الحديقة، وبناء الأبراج بالكارتون، والصلصال سهل التشكيل مع نماذج لتقليدها، والمكعبات الأكثر تعقيدا.
السنة السابعة
يطور الطفل في سن السابعة وعيه بالمكان أكثر، ويحتاج إلى وجود تحد ودافع لحله، لذلك ابحث له عن الألعاب التي تلهمه للتفكير في كيفية ملائمة القطع معا كالألغاز، وهي لعبة مناسبة للأطفال في كل الأعمار، ولكن مع طفل في هذا السن يحتاج لعقل أكبر لحلها.
يمكن للطفل في هذا العمر اللعب بألعاب تعلمه مبادئ البرمجة والهندسة، وتعلمه إجراء عمليات حسابية أكثر تعقيدا من خلال الجمع بين العمليات الحسابية والألوان والحركة في لعبة واحدة، أو مجسمات للمجموعة الشمسية، أو ألعاب رياضية كالهولا هوب.
السنة الثامنة
في هذه السن يمارس الطفل الرياضة في النادي، ويلعب ألعابا جماعية، لذا يكون في حاجة لإعمال عقله أكثر من ألعاب تدفعه للحركة. هنا يمكن منح الطفل ألعابا أكثر تقدما في التصميم والصياغة والبناء، كالتعامل مع ألعاب مكونة من قطع صغيرة، مثل بناء الأبراج بقضبان معدنية سهلة الطي، وألعاب الليغو التي تساعدهم على استكشاف أساسيات التصميم الإلكتروني والدوائر الكهربائية، أو علبة ألوان مائية إذا كان الطفل يهوى الرسم.
السنة التاسعة
في سن التاسعة يسعى الأطفال لممارسة مهام الكبار كالطبخ والخياطة، ولكن بأدوات حقيقية كالكبار. لذا إذا شعرت بالطفل يميل لنشاط معين، يمكنك إمداده بالمعدات والكتب، ومساعدته شخصيا على تعلم المهارات الأساسية.
إذا وجدت الطفل يميل للعب مع أصدقائه، فيمكن منحه لعبة كالدومينو للأطفال مع الألوان والرسوم، أو لعبة القرص الطائر، أو كرة قدم أو سلة إذا توفرت حديقة بالمنزل للعب.
السنة العاشرة
مع اقتراب سنوات المراهقة، يبدأ الأطفال في تنمية اهتماماتهم، لذا اغتنم الفرصة للتقرب من الطفل وتشجيعه على الاستمرار في استكشاف شغفه.
يمكن هنا إشراك الطفل مع أسرته في اللعب، كلعبة الألغاز التي تتطلب من اللاعبين حلها لكي يفروا من الكهف، أو لعبة قصاصات الشعر التي يبدأ كل لاعب في تكوينها لكتابة قصيدة أو قصة، أو لعبة "ليغو" للمهندس الصغير