قائمة الموقع

هدم المنازل.. سياسة الاحتلال لتفريغ القدس من أهلها

2020-01-12T10:56:00+02:00

يمضي الاحتلال الإسرائيلي قدمًا في سياسته بهدم منازل المقدسيين في مختلف مناطق مدينة القدس المحتلة، تحت حجج وذرائع "واهية" مختلفة، بهدف تكثيف الاستيطان وزيادة عدد المستوطنين.

ومما لا شك فيه أن سياسة هدم منازل المواطنين في قرى وأحياء مدينة القدس آخذة بالتصاعد سنة تلو الأخرى، وفق ما أظهرت معطيات وإحصائيات خلال 2019م.

ويقول المكتب الوطني للدفاع عن الأرض: "إن عدد المستوطنين تجاوز 750 ألف مستوطن: 250 ألف مستوطن في القدس ومحيطها، و500 ألف مستوطن في بقية محافظات الضفة الغربية".

ورصد تقرير صادر عن مركز معلومات وادي حلوة في القدس عن انتهاكات الاحتلال عام 2019م هدم الاحتلال 173 منشأة في القدس، منها 51 منشأة هدمها أصحابها بأيديهم (هدم ذاتي)، وتشمل منشآت قيد الإنشاء: 21 بناية سكنية، و67 منزلًا، و"بركس" سكنيًّا، و41 "بركس" مواشٍ، و6 مخازن، و5 غرف سكنية، و3 أسوار، و19 منشأة تجارية، و2 أساسات منزل، وشرفتين، وكراجين، ومستودعًا (كونتينر)، و3 غرف.

ويورد التقرير أن أعلى معدلات الهدم شهدتها بلدة جبل المكبر، حيث هدمت 47 منشأة، تليها سلوان (42 منشأة)، وهدمت 29 منشأة في صور باهر، و23 في بيت حنينا ومخيم شعفاط، إضافة إلى تنفيذ عمليات هدم في معظم الأحياء الأخرى.

وإزاء هذه المعطيات يبقى السؤال المطروح: كيف سيكون حال المقدسيين في 2020م، مع تغول الاحتلال وتكثيف سياسة هدم بيوتهم بهدف تهجيرهم وتفريغ المدينة المقدسة؟

مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري يؤكد أن الاحتلال يهدم منازل المقدسيين منذ عقود، بذرائع أمنية واهية.

وخلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين"، يوضح الحموري أن الاحتلال لديه معدل هدم سنوي 100-120 منزلًا ومنشأة، مستدركًا: "لكن العام الماضي ارتفعت هذه الأرقام إلى مستوى أعلى".

ويبيّن أن أبرز ما ميز العام الماضي هو ارتفاع نسبة الهدم الذاتي، أي جعل المواطنين يهدمون بيوتهم بأنفسهم، الأمر الذي ترك آثارًا كبيرة على الأسر المقدسية.

أما الأمر الآخر -والكلام للحموري- فهو اتباع الاحتلال سياسة الهدم الجماعي، مستدلًّا بذلك على هدم 70 منشأة في منطقة صور باهر، مشيرًا إلى أن "جزءًا من تلك المنشآت مرخصة من السلطة".

ويعدّ هدم المنشآت المرخصة من السلطة "مؤشرًا خطيرًا في المستقبل القريب، على أن يصبح الهدم متاحًا في أي منطقة بالقدس لمصلحة الاستيطان".

ويشير إلى أن هدف الاحتلال من رفع وتيرة هدم البيوت في القدس هو تقليص الوجود الفلسطيني، وزيادة عدد المستوطنين في المدينة المقدسة.

لم يختلف حديث منسق اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد في القدس خضر الدبس عن سابقه، إذ يؤكد أن الاحتلال يسعى بكل الاتجاهات لإجراء عملية تهويد شاملة لمدينة القدس.

ويقول الدبس خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": "إن وتيرة هدم البيوت تتزايد في كل عام عن سابقه، في المقابل تزداد سياسة بناء المزيد من المستوطنات".

ويشير إلى أن مدينة القدس تشهد عمليات هدم للمنشآت شبه يومي، إضافة إلى إجراءات تكاد تكون "جرائم حرب"، لافتًا إلى أن "الكنيست" الإسرائيلي يصدق على عمليات البناء الاستيطاني بتأييد من مختلف وزارات حكومة الاحتلال.

السيناريو المتوقع

وعن السيناريو المحتمل للعام الجاري يقول الدبس: "إن الاحتلال يفرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس، مع عدم وجود من يردعه ويعاقبه على جرائمه، وأبرزها عمليات الهدم".

ويوضح أن وتيرة الهدم ازدادت خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" للكيان الإسرائيلي، وهو ما شجعه على تكثيف ممارساته الاستيطانية في مدينة القدس.

ويتوّقع أن ترتفع وتيرة هدم البيوت والمنشآت في 2020م، مع استمرار الضوء الأخضر الأمريكي للاحتلال، وعدم وجود أي حل سياسي.

وهذا ما ذهب إليه الحموري، إذ يتوقع أن يكون 2020م الأسوأ في سياسة هدم البيوت، خاصة نهج الهدم الجماعي.

ويطالب الحموري باحترام القرارات التي صدرت عن القمم العربية المتعلقة بحماية مدينة القدس والمسجد الأقصى، والضغط على الاحتلال للتراجع عن جرائمه.

اخبار ذات صلة