فلسطين أون لاين

​الأصل أن يستدين من غير أصهاره

تأخير "الخاطب" دفع المهر يوقع الفتاة وأهلها في المشاكل

...
غزة - مريم الشوبكي

الصداق أو المهر كما هو متعارف عليه هو حق للمرأة عند العقد على أن يدفع لها كاملاً كشرط لإتمام الزواج، ولكن بعض الشباب يلجؤون إلى الاتفاق مع أهل الفتاة بتأخير دفع المهر، أو تقسيطه على فترات، وهنا يدخل أهلها في نفق المشاكل بسبب تهرب الشاب من دفعه أو مماطلته في المدة حتى يسامحوه على ما تبقى منه.

لم يفِ بوعده

"غيداء" فتاة تبلغ 23 ربيعاً، النصيب جمعها بشاب فيه المواصفات التي تريد، وعقد القران بعد أن أقر والدها أنه استلم المهر وهو ما لم يحدث مطلقاً؛ لأن الشاب طلب تأخير دفع المهر لأسبوع، ومرت المدة حتى وصلت إلى ستة شهور وحتى اللحظة لم يفِ بوعده.

تقول غيداء: "مرت على خطوبتي ستة أشهر وحتى الآن لم يدفع مهري دون أن يبادروا إلى تقديم أي عذر، أشعر بالضيق وأهلي أيضاً يستاؤون، مع العلم أنه لا تربطني به صلة قرابة، وكما إنه وعد بأن يقيم حفل إشهار بعد أسبوع من "كتب الكتاب" لكن لم يحدث ذلك".

بعض الشباب يلجؤون إلى حيلة تأخير المهر كنوعٍ من النصب والاحتيال حتى يضطر أهل الفتاة إلى الموافقة على تزويجها من باب "فرض أمر الواقع" حتى لا تُفسخ الخطبة، وهذا ما حدث مع "حنان" الشابة الجامعية.

وقعت حنان وأهلها في فخ مماطلة أهل زوجها في دفع ما تبقى من مهرها، وتم الاتفاق على أن يدفع باقي المهر بعد عامين من الزواج؛ وحدث الزواج ولم يتحقق الوعد.

تروي حنان ما حدث معها: "ارتبطتُ بشابٍ بعد أن سأل والدي عن أخلاقه واتفق معه على مهر مقداره 3000 دينار، وقبل عقد القران دفع 1000 دينار على أن يكمل باقي المبلغ قبل اتمام مراسم الزواج، ولكن طالت مدة خطوبتي؛ ونظراً لظروفه الاقتصادية أبدى أبي مرونةً بأن يمنحه مهلة بدفع المبلغ بعد عامين من الزواج وحتى الآن لم أر شيئاً".

أما عايدة صبيح لا ترى في تأجيل المهر حتى قبل موعد الزفاف بشهر أو شهرين أي مشكلة، وليس بالضرورة أن يكون في هذه الحالة الشاب محتالا أو متهربا، بل إن الظروف الاقتصادية هي التي دفعته لهذا الأمر، وهذا ما حدث مع عدد من الفتيات التي تربطها بهم صلة قرابة بأن تدفع مهورهم قبل الفرح وتتم المراسم وتعيش مع زوجها دون أي مشاكل.

الصداق كاملاً

من جانبه عزا د. درداح الشاعر رئيس مجلس إدارة مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات لجوء بعض الأسر إلى تأجيل دفع المهر لأهل الفتاة إلى أكثر من سبب، أبرزها الواقع الاقتصادي المرير الذي يحياه الشباب في مجتمعنا.

كما أن ثمة سببا آخر يتمثل في أن بعض الأسر توافق على هذا الأسلوب مما فتح شهية بعض الشباب باتباع هذا الأسلوب، وهناك من يستخدمه كنوع من الاحتيال.

وأكد أن الصداق (المهر) حق للمرأة ويجب أن يدفع كاملاً وليس منقوصاً، لأن المسلمين عند عهودهم والمهر شرط أساسي لإتمام الزواج، وإن أقر ولي أمر الفتاة باستلامه للمهر وهو لم يستلم، فإنه بذلك يتورط بمشاكل وقد يتعرض لابتزاز من أهل الشاب، أو قد لا يستطيع الشاب الوفاء بوعوده.

وقال الشاعر: "من وجهة نظري أن يكون هناك موقف متشدد من أهل الفتاة بأن يدفع الخاطب الصداق كاملاً؛ ولا يرجئ المبلغ لتفادي المشاكل بعد ذلك، على أن يكون الوضوح سيد الموقف".

وأشار إلى أن الأصل ألا يتقدم الشاب للخطبة إلا إذا كان قادرا على دفع الصداق، أو أن يلجأ إلى الاستدانة من غير أصهاره حتى تبقى صفحته بيضاء عند أصهاره.

وعن موقف الأهل إذا لم يفِ الخاطب بوعوده وتهرب من دفع المهر، أجاب : "إما أن تصبر الفتاة أو تسامح أو تفارق، وأنصح ألا يتم الزواج.

ولفت الشاعر إلى أن أهل الفتاة يمكنهم أن يسجلوا شروط إجراء تقسيط المهر في عقد الزواج، كضمان لعدم التهرب من الوعود الشفهية.