قائمة الموقع

وقت الخطر.. على ماذا تركز؟

2020-01-11T14:20:00+02:00
صورة تعبيرية

هل هناك فرق بين آدم وحواء في التصرف والتفاعل مع بعض المواقف التي قد تتسم بالخطر؟، وهل يختلف ما يركز عليه الرجل مقارنة بالمرأة وقتها؟، وما درجة وعي كليهما في أثناء ذلك؟

الشاب حمود مرشد (31 عامًا)، متزوج ولديه ثلاثة أبناء، وهو خريج علوم إدارية ومالية –سكرتاريا، يقول: "أسيطر على نفسيتي حسب ظرف الأزمة ومكانها ووقتها، وبعدها أطمئن على أسرتي، وأبعدهم عن مصدر الخطر، ثم أتصرف، وإن لم أستطع أستعن بالآخرين (كالأهل والجيران والدفاع المدني)، إن كان الحادث حريقًا".

ويتابع مرشد لصحيفة "فلسطين": "وفي حالة القصف إذا كان في الجوار أو بعيدًا، فالصوت وحده يرعب الأطفال ويخيفهم، فنطمئنهم، ونشعرهم بالأمن والأمان قدر الإمكان"، مشيرًا إلى أنه لو كان بعيدًا عن أسرته وقت وقوع أي خطر يتصل بهم ويهاتفهم ليطمئن عليهم.

ويلفت إلى أنه يتصرف بعفوية دون انفعالات لا فائدة منها، ويقدر الحدث وعواقبه، ويحاول تقليل الضرر والابتعاد عن مسبباته قدر الإمكان هو وأسرته الصغيرة، مبينًا أنه إذا اضطر إلى ترك المكان يطمئن أولًا على أسرته لإخراجها سالمة؛ فسلامة الجسد والروح أفضل، أما الأوراق المهمة فمهما بلغت أهميتها يمكن تعويضها لاحقًا.

ويؤكد مرشد أن الرجل أحيانًا يتصرف أفضل من المرأة في حالات القصف والحريق؛ لأنها تنفعل بسرعة ولا تعرف ماذا تفعل، معقبًا: "زوجتي مدرسة ولديها طرق تصرف أخرى، وتدير الأمور بجدية؛ فهي تخشى أن تصاب أسرتنا بمكروه".

بدورها تبين الصحفية إسلام الخالدي (26 عامًا، متزوجة ولديها طفلان) أنها وقت الأزمة إن كان هناك قصف مثلًا، تخرج الطفل من مرحلة الرعب التي يعيشها إلى حالة اللهو واللعب، وتحتضنه، وتقنعه أن هذه الأصوات لن تؤذيه، وأنها ألعاب نارية.

وتذكر الخالدي في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أنه في حال كان هناك قصف قريب من المنزل تنقل الطفل من مكان إلى آخر وتهدئ من روعه، وتعرض عليه القيام ببعض النشاطات، والمساعدة، وتعطيه ألعابًا تلهيه بها، وتبحث عن مكان آمن لوضعه به إلى حين عودة الهدوء لمكان السكن.

وتؤكد أن هناك اختلافًا في تعامل الرجل والمرأة وقت الخطر، فالرجل بطبيعته يفكر بالعقل والمنطق، أما الأم فالعاطفة تغلبها، فربما يكون رأي الأب على صواب لكنه لا يناسب مقدرة الطفل ولا يراعي حالته النفسية، فيكون جل همه حمايتهم فقط، وذلك من الممكن أن يسبب لهم الذعر، خاصة إن أظهر لهم أن الوضع خطر وسيئ.

وتروي الخالدي أنه في عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة، وفي وقت المساء بينما كانت طفلتها تلهو بالألعاب سقطت قذيفة صاروخية أطلقها الاحتلال وسببت انفجارًا ضخمًا جدًّا، فجاءت تهرع وتبكي من الخوف، فاحتضنتها، ولم تلقِ بالًا للانفجار، بل كرست جهدها للتعامل معها نفسيًّا، فأخذت تصفق وتلهو معها، وتقنعها أن هذه مفرقعات نارية، وأن هناك حفلًا للجيران.

سلاح ذو حدين

أخيرًا، تقول الاختصاصية النفسية بمركز غزة للصحة النفسية ختام أبو شوارب: "إن ما يقوم به المرء في اللحظات الحاسمة هي مواقف غير طبيعية، فالشخص في وقت الأزمات يتصرف تصرفًا لا إراديًّا ودون وعي"، مضيفة: "ولهذا نحن ننسى ما الذي حصل معنا أو ما الذي فعلناه، فهذا شيء طبيعي جدًّا، لأن الإنسان في مرحلة الخطر يكون جسمه متحفزًا، ولا يستطيع أن يفكر تفكيرًا صحيحًا، ولا يدرك تمامًا أقواله وأفعاله".

وبسؤال أبو شوارب: "ما أهم شيء على الإنسان أن ينتبه له في هذه الأوقات؟، توضح لصحيفة "فلسطين" أن الأمر مختلف بين الرجال والنساء، فالنساء دائمًا يركزن على احتياجات الأطفال، أو المرضى، فدائمًا يركزن على ما يحتاج له المريض أو الطفل، مثل الأدوية أو الغيارات، ويركزن على الطعام أو الأغذية، وبعض النساء يركزن على ألعاب الأطفال، وهذا جزء من تهدئة أطفالهن، وهذا ما يجعل الرجل يستثار لأنه يرى أن هذه الأشياء هي غير مهمة أبدًا، ولا تستحق الوقوف عندها، أو الاهتمام بها في ظروف كهذه.

وتلفت إلى أن الرجل يركز على الهويات أو جوازات السفر أو شهادات الميلاد أو المدارس أو العقود أو النقود أو الحواسيب والهواتف المحمولة ... وما شابه.

وتنصح الاختصاصية النفسية بأن تكون هناك قائمة يعدها الرجل والمرأة لهذه الأوقات، وفيها كل ما يلزمهم من وجهتَي نظرهما، أو تحضيرها في حقيبة جاهزة، إن كانت الأمور تتجه نحو أزمة معينة، لا قدر الله.

وتبين أن الناس تصاب بعصبية في هذه الأوقات، وهي سلاح ذو حدين، فهناك أناس تحفز العصبية تفكيرهم ويصبح فاعلًا، لكن هناك أناس -وهم الأغلب- العصبية تشوش تفكيرهم وتجعلهم غير مهيئين للتعامل مع المواقف، ويصبح تصرفهم بطيئًا، ولا يستطيعون التصرف السليم، لذا من الضروري أن يكون الإنسان يتحفز لا أن يتعصب.

وتختم أبو شوارب بالتنبيه إلى أنه لابد أن يكون هناك قائد في الأسرة، والمهم أن تكون لديه روح القيادة، والتخطيط والتنظيم، والقدرة على احتواء الأشخاص الآخرين، والعمل بسرعة، وبذلك نعطي المسئولية لإنسان يتحملها تحملًا سليمًا.

اخبار ذات صلة