فلسطين أون لاين

خلع الورك الولادي.. الأطباء منه براء

...
غزة/ أسماء صرصور:

خلع الورك الولادي مرض يصيب المواليد ومنتشر كثيرًا في غزة، وأساسًا تحسن الطفل المصاب بهذا المرض يعتمد على التشخيص المبكر، لكن اكتشافه متأخرًا يؤدي لإعاقة الطفل عند كبره.

ويتكوَّن مفصل الورك من شقّين، وهو رأس عظمة الفخذ والصحن الحُقي، مشيرًا إلى أن خلع الورك الولادي هو انفصال الصحن الحقي عن رأس عظمة الفخذ، حيث يحدث بينهما عسر في التكوين، وفق استشاري جراحة العظام والمفاصل د. عدنان البرش.

ويلفت البرش في حديث مع صحيفة "فلسطين"، إلى أن التسمية الآن خطأ، فقديمًا كانوا يعتقدون أنّ خلع الورك يحدث عند الولادة كون الطبيب سحب الطفل خطأ فخلع حوض الطفل، لكن الطبيب بريء، فخلع الورك يبدأ في الجنين من وقت التخلق.

ويشرح أنه وقت تكوين المفصل يحدث عسرًا في التكوين فإما صحن عظمة الفخذ لا يتخلق طبيعيًا، أو رأس العظمة يبقى خارج المفصل، وفي بعض الحالات يولد الطفل طبيعيًا وأثناء الفحص الدوري يجدون أنه حدث لديه تطور أثناء النمو فيكون لديه خلع في مفصل الحوض.

وبالانتقال إلى الحديث عن الأسباب، يوضح استشاري جراحة العظام والمفاصل أنه ليس هناك سبب محدد، ولم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى سبب واضح، ولكن هناك أمور تعد عوامل ممهدة لخلع الورك الولادي، على سبيل المثال: النوع فالبنات لديهن خلع ورك ولادي أكثر من الذكور، والعامل الوراثي مرتبط ارتباطًا كبيرًا.

واكتشفت الدراسات أنه إذا كان أحد الأبوين يعاني من خلع الورك الولادي، فترتفع نسبة إصابة أبنائهما بالمرض 36% عن نظرائهم، كما يقول، وإذا أتى طفل لهم بخلع ورك ولادي ترتفع النسبة أكثر للنسبة للأطفال اللاحقين، لذلك أي شخص لديه خلع ورك ولادي أو زوجته أو أمه أو عمه يجب أن ينتبه لأطفاله كثيرًا ويفحصهم دوريًا حتى لا يكون لديهم خلع.

ويشير استشاري جراحة العظام والمفاصل إلى أن الطفل الأول عادة يصاب بخلع الورك الولادي بسبب ضيق الحوض عند الأم وقت الولادة، وإن كان وقت ولادته بمقعدته لا برأسه يمكن أن تؤدي إلى خلع الورك الولادي.

وينبه إلى أن هناك بعض العادات التي تؤدي إلى الخلع منها: بمجرد ولادة الطفل تلف رجليه بالقماط أو الكوفيلية.

ويشدد على أن المرض لا أعراض له، ولا ينتبه له الأهل إلا بعد مشي الطفل وملاحظة العرج في مشيته، أما العلاج فإذا كان الطفل عمره أقل من ثلاثة أشهر يصور صورة لمفصل الحوض، وإذا كان التشخيص خلع الورك الولادي، فالعلاج سهل جدًا، بحزام أو جهاز حول الحوض، وخلال ثلاثة شهور يصبح الطفل طبيعيًا، إذا اكتشف مبكرًا.

ويشير البرش إلى أنه بعد الولادة طبيب الأطفال يستقبل الطفل ويفحصه فحصًا كاملًا، فإذا شك طبيب الأطفال أن لدى الطفل خلعًا، يوجهه مباشرة لطبيب العظام، ويكرر ذلك في إبرة الأسبوع، وإبرة الشهر والفحص الدوري يكون من طبيب الأطفال.

ويوصي بفحص الأطفال بعمر ثلاثة أشهر عند طبيب العظام وطلب صورة للحوض للتأكد من خلوها من أي مشاكل، وإذا اكتشف متأخرًا قليلًا على عمر ستة أشهر يحتاج أن يركب له جبسًا لثلاثة شهور أخرى، وبعد ذلك يركب له الجهاز, أما إذا اكتشف بعد مشي الطفل، فالمشاكل تزيد، والمفصل يكون متضررًا، ويتطلب عملية جراحية قد تترك ضررًا لاحقًا عليه