قائمة الموقع

"قطينة".. نتاج 7 أعوام يُتوّج بلقب "أفضل معلم"

2020-01-06T14:07:00+02:00
نسرين قطينه..29..12.jpg

 

المعلم بالنسبة لها ليس ملقنا للعلم، بل هو إنسان صاحب بصمة وأثر حقيقي ليس عابرا، والتعامل مع الطالب ليس كمستقبل لمادة العلوم بل إنسان تصقل شخصيته من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والوطنية.

نسرين قطينه فلسفتها في التعليم "لا للنمطية نعم للإبداع في التعليم" أهلتها لتحصد بجدارة لقب أفضل معلم للعام 2019 م على مستوى فلسطين.

قطينه التي تدرِّس في مدرسة شهداء دورا التي تتبع لمديرية جنوب الخليل، حاصلة على بكالوريوس فيزياء من الجامعة الهاشمية في الأردن، والتحقت ببرنامج الدبلوم التربوي في جامعة الخليل، عملت كمعلم بديل لثلاث سنوات، وكمعلم معين لمدة سبع سنوات، وهي أم لأربعة أطفال.

من الخليل تحدثت قطينه مع صحيفة "فلسطين"، عن الدروب التي أوصلتها نحو أفضل معلم على مستوى الضفة والقطاع : " المسابقة لا يبادر بها المعلم، بل تعرضها الوزارة على المديرية وتطلب ترشيح معلمين اثنين، ثم تُدرس الطلبات وتُفلتر".

وتضيف قطينه: اختير 33 معلما على مستوى الضفة والقطاع، ودرست لجنة خاصة الطلبات، وفي المرحلة الثانية أجمعوا على  14 معلما للمقابلة في رام الله ، بعدها اختاروا ثلاثة معلمين وزاروهم في مدارسهم".

في هذه المسابقة حصدت أريحا المركز الثالث، ورام الله المركز الثاني، وجنوب الخليل المركز الأول.

ولدى سؤالها عن الخطوات التي اتخذتها لتحوز هذه المكانة، تجيب: " من منطلق أني انسان ركزت على الطالب الانسان (...) لذلك لا بد من مهمتين أساسيتين: التركيز على تعليمه وبنفس الوقت على صقل شخصيته من كل الجوانب".

وتتابع : " التعليم بحر واسع، فالمادة التي أدرسها رياضيات وعلوم، مادة مجردة يشعر الطالب بأنها ليس لها علاقة بواقعه، لذا على المعلم أن يجمع بين حزم الأب وحنان الأم بحيث يخرج طالب سوي من كل الجوانب الاجتماعية والنفسية والوطنية، وشد الطالب للحصة الصفية، وتحقيق الأهداف المعرفية النفس حركية والوجدانية".

وشعارها في التعليم لا للنمطية نعم للإبداع في التعليم، لذا استخدمت لجذب الطالبات وتشويقهم لحصة الرياضيات، وسائل من خامات البيئة وشاركت الطالبات في إعدادها.

لم يكن قرار دخولها المسابقة قرارا ذاتيا، بل كان نتاج سبعة أعوام تعليمية، تبين قطينه أنها خلال تلك الفترة حصلت على درجة ممتاز لست مرات، والمسابقة تشترط فقط الحصول ثلاث مرات على درجة ممتاز، فضلا عن الانجازات التربوية والأثر في المجتمع، وبذلك حققت الشروط وزيادة".

لا تنسى قطينة أولى لحظات إخبارها بقرار ترشيحها من قبل المديرية لتنافس في المسابقة، توصف تلك التفاصيل قائلة: "حينما جاءني الاتصال بترشحي قلبي خفق، وعزمت أن يكون عامي القادم حافلا بالنشاطات، فأخبرت مشرفتي بذلك، ولكنها طلبت مني توثيق كل الأعمال السابقة، لأن الفوز نتاج لإنجازات سبع سنوات خلت".

وعن الصعوبات التي واجهتها في طريقها لتكون صاحبة بصمة لدى طالباتها، تقول : " كل يوم يمر به المعلم لا يخلو من الصعوبات والمحكات، وعلى صعيد نفسي وعاطفية وجداني ومعرفتي لدى الطلبة، التحديات موجودة ولكن من الحكمة أن يتكيف المرء مع الصعوبات ويقف عندها ويحاول المساعدة في ايجاد حل لها".

وتنصح قطينة المعلمين بألا ينتظروا الشكر من أحد سواء من الطلبة أو أولياء الأمور أو من المجتمع المحلي، قائلة: "بل اعملوا ما يمليه عليكم ضميركم، واعلموا أنكم ستغادرون هذه الحياة يوما من الأيام".

وتقول قطينه : " من مبدأ أن يترك ولد صالح يدعو له أعتبر طلابي أبنائي، يوما من الايام عندما أموت أجد من يترحم عليّ، ومن يقول إنها تركت بصمة وأعطتنا أملا وتفاؤلا وجرعات من شحذ الهمم".

أكثر كلمة وصلت قطينه من طلبتها وحسستها بأنها صنعت شيئا، هي كلمة "ماما" حينما تخرج عفويا من فم واحدة من طالباتها فتشعر بالحرج وتتراجع حينها توقفها بقولها فعلا انني "ماما"، الكلمة تشعرها بمقدار قبرها قريبة منهن.

الفوز الأعظم تبين قطينه أنه محبة الطلبة، وهبة الله أن يكون المعلمون مؤثرين في هذه العقول الصغيرة ذات الفهم الكبير.

كل نجاح تولد معه ولادة كبيرة لطموح أكبر وسعي نحو الأفضل، وهذا ما تطمح به وهو الوصول إلى العالمية.

اخبار ذات صلة