فلسطين أون لاين

"عش نيّصًا وقاتل كالبرغوث" استراتيجيات المقاومة المثقفة

...
غزة - أسماء صرصور

استشهد باسل الأعرج المثقف المشتبك بعد مطاردة طويلة لم تعتقه فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وكان يتخذ استراتيجية "عش نيّصًا وقاتل كالبرغوث".

"فلسطين أون لاين" بحثت عن المغزى من اختيار الثائر باسل لحيوان النيّص وحشرة البرغوث، وقدم لها الإجابة أستاذ العلوم البيئية المشارك في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية د. عبد الفتاح عبد ربه.

يقول عبد ربه: "النيص أو الشيهم (Porcupine) هو حيوان قارض ليلي النشاط"، منوهًا إلى أنه يعد ثالث حيوان قارض من حيث الحجم عالميا.

ويشير إلى أن النيص يمتلك أشواكا حادة على ظهره تسمى الأقلام أو الريشات (Quills) تحميه من الأعداء.

وأما عن الاستراتيجية العسكرية له، فيقول: "يمتلك النيص فلسفة عسكرية وقدرة محنكة على ثني ومهاجمة الأعداء والمهاجمين، له تتمثل في مواجهة المهاجمين بأقلامه وريشاته من زوايا مختلفة بحيث لا يسمح للعدو بإخضاعه والسيطرة عليه".

وأخيرًا يتمتع النيص أيضا بحسّ أمنيّ كبير ضد خصومه في حرب العصابات من خلال تحركاته وتنقلاته وتمويهاته، إذ أنه يستخدم طرقا محددة ومعروفة له تماما حتى يتجنب أعداءه طبيعيين، "إنه يراوغهم كثيرا حتى لا يفلحوا بالإمساك به"، وفق قوله.

وماذا عن البرغوث؟، يفيد د. عبد ربه بأن البرغوث (Flea) هو حشرة مضغوطة جانبيا غير مجنحة وغير مقاتلة، وتتطفل خارجيا على الثدييات والطيور وتمتص دماءها لكونها مزودة بأجزاء فم ثاقبة وماصة.

ليس هذا فحسب بل أن أرجلها الخلفية طويلة تساعدها على القفز لمسافة قد تبلغ 50 مرة ضعف طول جسمها وبهذا يعتبر البرغوث واحدًا من أكفأ الحيوانات نسبة لحجوم أجسامها من حيث تكيف القفز، ويمكن له هذا الإنجاز التكيفي قفزا مثاليا للهروب من مكامن الخطر وتربص الأعداء.

إذًا يمتلك البرغوث – كما يقول د. عبد ربه - استراتيجية قتالية وتكتيكات مذهلة فهو يخز ويقفز ثم يعاود الوخز ويتجنب بذكاء شديد اليد أو القدم الساعية إلى سحقه، مضيفًا: "لا يستهدف البرغوث قتل خصمه بل ينهكه بمص دمه وإزعاجه وتقليل راحته وهدوئه".