قائمة الموقع

لا تبهر الآخرين بأفعال قد تندم عليها

2020-01-02T11:44:00+02:00
صورة أرشيفية

تختلف أنماط الشخصية لدى الأفراد، فمنهم الأناني ومنهم الودود، وذاك الذي يفني نفسه في خدمة الآخرين، ولو وضعت تصرفات البعض ممن يسعون جاهدين لإبهار الآخرين تحت المجهر لوجدت أسبابًا دفعتهم إلى ذلك.

وهنا يطرح تساؤل نفسه عن سبب قيام البعض بأفعال ليبهر الآخرين بها، في المقابل لا تعود عليه بالنفع؟، يجيب الاختصاصي النفسي اسماعيل أبو ركاب: "ضعف الثقة في الذات تدفع الشخص إلى القيام بأعمال لإرضاء الآخرين، فيعتقد أنه بذلك يخفي جوانب القصور في شخصيته".

ويتابع أبو ركاب في حديث مع صحيفة "فلسطين": "ربما عانى الشخص من قلة اهتمام عائلته به، وافتقر إلى سماع عبارات التشجيع والثناء في صغره، فحينما يكبر يقوم بأعمال لا تفيده وإنما رغبة في جذب انتباه الآخرين إليه".

ويشير إلى ضعف مستوى التوكيدية ويعني بذلك قدرة الإنسان على التعبير عن نفسه بطريقة مناسبة دون اندفاع أو على العكس إحجام.

ويوضح الاختصاصي النفسي أن ضعف قدرة الشخص على إدارة الذات بشكل فعال فيركز على الآخرين وبالمقابل ينسى نفسه في كثير من الأحيان أو حتى ذويه.

ويبين أن من يسعى إلى تقديم خدمات لغيره للفت انتباههم دون الطلب منه، أو ربما لا يكون لديه أي سبب لفعلها، وربما وهاجس الخوف من الوقوع في الحرج مع الآخرين والرغبة دائماً في نيل استحسانهم ولو على حساب نفسه، يكون سببًا في فعل أمور تنال استحسانهم منه.

ويلفت أبو ركاب إلى أن الرغبة في مسايرة الآخرين وعدم الخروج عن العادة السائدة، وأحيانا يقوم بفعل أمور أو اتخاذ قرارات حتى لا ينتقده الناس، ويمكن أن تكون مؤذية له.

ويقول : "هذا أسوأ ما يمكن حدوثه وتلك من العادات التي تحرم الإنسان من السعادة فقد يُضحي الانسان بسعادته في سبيل ارضاء الآخرين وحتى يتجنب انتقاداتهم له ، وبجميع الأحوال لن يسلم فكما هو معهود ارضاء الناس غاية لا تدرك".

ويردف: " ومن يعتاد على تقديم التنازلات سيخسر كثيراً  وتعود وبالاً عليه ، فقد يدفع ثمناً لذلك من صحته ومن راحته النفسية وأحياناً من ماله، وأحياناً قد يساير الجميع في قرارات مصيرية في حياته ثم يندم عليها لاحقاً أشد الندم".

ويشير أبو ركاب إلى أن قيام بعض الأشخاص بأعمال ليتحدث عنهم الناس أنهم فعلوا كذا وكذا، وليس من باب الخدمة وفعل الخير، لافتا إلى أن البعض ابتلي بجنون الشهرة ومتلازمة حب الظهور، فيستمتع بحديث الآخرين عنه وعن مكارم أخلاقه وقد عميت بصيرته عن استشراف الجانب المشرق في روح العطاء والعمل على خدمة الآخرين طمعاً في الثواب من الله.

ويدعو إلى امتلاك الشخص الشجاعة والتعبير عن نفسه، وابتغاء الأجر من الله والابتعاد عن الرياء، لا تُحمّل نفسك أكثر من طاقتها فأنت بَشر لك امكانيات محدودة، اجعل ترتيب أولوياتك عنوان حياتك حتى في مساعدة الآخرين من حولك.

وينصح أبو ركاب بألا يقدم الإنسان بألا يرفع سقف توقعات ما ينتظره ممن يقدم تنازلات وخدمة لهم، حتى لا ينهار حال نكرانهم لذلك.

اخبار ذات صلة