قائمة الموقع

إياك وربط محاسبتك لنفسك بوقت

2020-01-02T11:28:00+02:00
صورة أرشيفية

عام ينقضي، وعام يأتي، وتستمر الحياة بنا ما بين خير وشر، وثواب وعقاب، وتفاصيل كثيرة جدًا، فما هو حظ المحاسبة في خضم كل ما يحصل؟

الداعية مصطفى القيشاوي يقول: "أن يمر عام من حياة الإنسان فهذا أمر ليس بالبسيط، فإذا حسبنا اليوم بدقائقه وثوانيه ولحظاته، فما بالك بعام كامل، فهذه أيام كثيرة عاشها الإنسان بطاعة أو معصية، والملائكة تسجل، وسيأتي يوم يرى فيه الإنسان ما قدم من صغيرة أو كبيرة".

ويضيف القيشاوي في حديثه لصحيفة "فلسطين": "كما التاجر الذي يحرص على تجارته وبيعه فيقوم بجرد نهاية كل عام، فنحن مطالبون بمحاسبة أنفسنا، فالمسلم يجب أن يجرد الحساب"، ذاكرًا أنه روي في الأثر أن أحد السلف الصالح بلغ عمره 60 عامًا، فجلس يومًا يحسب الأيام التي عاشها فإذا هي 21500 يوم، فصرخ بأعلى صوته وقال: يا ويلتاه، أألقى الله سبحانه بواحدٍ وعشرين ألف ذنب!، وهذا على افتراض أنه في كل يوم ذنب واحد، فكيف وفي كل يوم لدينا كثير من الذنوب؟

ويلفت إلى أنه لو تخيل الإنسان كم معصية يقترف في اليوم عن دراية ووعي أو عن عدم دراية، والناظر إلى حال المسلمين، يجد أننا نحتاج إلى حملة مراجعات وتقييمات ومصالحات، فلا بد مع كل بداية أن تبدأ مصالحة جديدة مع الله، ومع النفس، ومع النبي، ومع الجيران والأهل.

ويذكر القيشاوي قول الأطباء إن القلب في العام الواحد ينبض حوالي 40 مليون نبضة، فسيأتي يوم ويتوقف هذا النبض في أي يوم؟، فماذا تنتظر؟ أعمارنا تمضي ونقضي أيامنا دون محاسبة ولا مراجعات؟

ويضيف: "ونحن إذًا في نهاية عام وفي استقبال عام جديد نحتاج إلى حملة مراجعات كبيرة وجرد حساب لكل ما سبق من حياتنا".

ويتساءل الداعية: "هل نقرن المحاسبة بغرة العام أو مناسبة معينة؟"، مجيبًا هو ذاته: "هذا التسويف من الشيطان، وهو يؤخر الإنسان حتى تقع الفأس في الرأس".

ويذكر أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".

ويقول: "ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حالٍ إلى حالِ، قد يكون حالك الآن جيدا وتستطيع التغير والمراجعة، ثم بعد ذلك لا تستطيع، فلا يغرنك طول الأمل، وحاسب نفسك أولًا بأول، أما إذا كنتَ تملك حياتك وتعرف كم ستعيش، فلتؤخر ما شئت أن تؤخر، لكننا لا نضمن أعمارنا".

ويختم القيشاوي بقوله: "الأعمار تمضي والسنون تمضي، وعلى الإنسان أن لا يؤجل محاسبته لنفسه، خاصة موضوع التوبة، وهو مهم جدًا، فالتأخر عن التوبة هو ذنب يحتاج إلى التوبة منه أيضًا".

اخبار ذات صلة