فلسطين أون لاين

العيسوية.. الحمل الثقيل على سلطات الاحتلال في القدس

...
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

"غزة الصغرى" هكذا تصف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بلدة العيسوية الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وذلك لصلابتها في مقاومة الاحتلال، وتصدرها المواجهات، واستمرارها في الحراك ضد الاستيطان والأطماع الإسرائيلية في القدس.

ويتخذ الاحتلال الإسرائيلي "العقاب الجماعي" وسيلة ضد أهالي العيسوية البالغ عددهم 30 ألف فلسطيني، إذ يستمر في اقتحامها ليلًا ونهارًا، ويتخلل ذلك اعتقال المئات من أبنائها، وفرض غرامات مالية طائلة على سكانها.

وكانت آخر قرارات الاحتلال ضد العيسوية، أول من أمس، تتمثل في إصدار أوامر بفرض الإقامة الجبرية الليلية، على عدد من شبانها لعدة أشهر، بموجب أنظمة الطوارئ، وفق قيادة الجبهة الداخلية للاحتلال.

كذلك قررت سلطات الاحتلال إطلاق تحذيرات لأهالي العيسوية في حالة مشاركة أو أولادهم "بإلقاء الحجارة والمواجهات في البلدة"، مهددة بتحويل ملفهم لوزارة الداخلية "لسحب هوياتهم" حال مخالفة ذلك.

عضو لجنة المتابعة في العيسوية، محمد أبو الحمص، يؤكد أن سلطات الاحتلال تستهدف البلدة بسبب وضعها الجغرافي، ورفضها للاحتلال بكل أشكاله ومقاومتها المستمرة له، من خلال شبابها وشيوخها.

ويقول أبو الحمص في حديثه لـ"فلسطين": إن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع على أهل العيسوية، ويحاول دائمًا تركيعها من خلال فرض الإقامة الجبرية على عدد من شبابها، واعتقال العشرات منهم، وهذا يدلل على أنه يتخبط وفقد كل الأدوات في مواجهة أهالي البلدة.

ويوضح أن العيسوية شهدت عدة انتهاكات أبرزها استمرار هدم البيوت فيها بدعوة عدم الترخيص، بسبب عدم موافقة أهاليها على الحصول على رخص من قبل بلديات الاحتلال.

وأكد إلى أن الاحتلال يهدف من وراء إجراءاته إلى ترحيل أهل العيسوية من القدس، ولكنه شدد على أن سكان البلدة يرفضون سيطرة الاحتلال ومحاولة فرض إرادته عليهم، ولديهم إصرار على مواجهته والوقوف أمام سياساته العنصرية، حتى ينزعوا حقوقهم المشروعة.

وتابع أبو الحمص، العيسوية تشهد اقتحامات على مدار الساعة من الاحتلال، وتفتيش للبيوت، واعتقال الأطفال وإقامة الحواجز العسكرية على مداخل البلدة، وفرض مخالفات مالية عالية على السيارات، وكذلك على البيوت.

ويؤكد رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب، أن الاحتلال الإسرائيلي وحسب القرارات العسكرية الأخيرة التي صدرت ضد شبابها وفرض الإقامة الجبرية عليهم، يريد إدخال أهلها من حالة من اليأس والندم والخوف بسبب مقاومتهم للاحتلال.

ويقول أبو عصب في حديثه لـ"فلسطين": الاحتلال يريد الترويج أنه سيواصل اعتقال وقتل كل من يقاومه، وفرض شيء واحد على أهلها وهو اكتفاؤهم بالأكل والشرب كي يضمنوا العيش بسلام دون قيامهم بأي مواجهة ضده.

ويوضح أن سلطات الاحتلال تزيد من استخدام القوة ضد العيسوية، من خلال فرض الحبس المنزلي على أهلها، كي لا تصبح نموذج يقتدى به في الوطن، أو تتصدى لهجماته في مدينة القدس المحتلة.

وبين أن الاحتلال أطلق الرصاص على عيون 10 أطفال في العيسوية منذ الحملة التي أطلقها قبل شهور، وتسبب في فقدانهم لأعينهم، إضافة إلى اعتقال 700 شخص من البلدة.