فلسطين أون لاين

صيادون يطالبون بإدخال المعدات الخاصة بعملهم

تقرير المنخفض الجوي ينعش صيد الأسماك بغزة

...
غزة/ إبراهيم الحواجري:

 

ارتسمت علامات الرضا على وجه الصياد شعبان أبو ريالة وأبناء عمومته، بعد أن جاد البحر عليهم من خيراته، عقب انحسار المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة على مدار ثلاثة أيام متواصلة.

ويقول الصياد أبو ريالة (39 عامًا) من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة: "بفضل الله هذا اليوم، تمكنا من اصطياد كميات كبيرة من أسماك السردين، والغزلان وبعض أنواع الأسماك".

ويضيف "أبو ريالة" لصحيفة "فلسطين"، وهو يلتقط الأسماك العالقة في الشباك بعد خروجه إلى شاطئ الميناء، بغزة، إنهم ينتظرون المنخفضات الجوية التي تعرف بينهم بـ"النوّة" على أحر من الجمر، ليتمكنوا من اصطياد الأسماك، لافتًا إلى أن المنخفضات الجوية، تلعب دورًا مهمًا في تحسين رزقهم.

ويوضح أبو ريالة إلى أن المواطنين ينتظرون ظهور "السردين" في الأسواق، لما لها من قبول واسع بينهم كونها من أبرز الوجبات المحببة، وتباع بأسعار مناسبة.

ويفيد أبو ريالة أنّ معاناة الصيادين كبيرة وغالبيّتهم يعيشون تحت خط الفقر نتيجة عدم ادخال المعدات لهم، وعدم التحرك بحرية في قاع البحر، بسبب قيود بحرية الاحتلال الإسرائيلي.

أما الصياد أمير كسكين (30 عامًا)، الذي انشغل بالتقاط الأسماك من شباك صيده هو وإخوانه، بعد رحلة صيد في بحر غزة امتدت منذ العصر وحتى وقت متأخر من المساء، فيبين أنّ الرياح القوية جاءت بكميات كبيرة من الأسماك، إلى الأماكن المتاحة لصيادي القطاع، بالصيد فيها.

وخلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، يقول كسكين الذي يرتدي زيًا خاصًا بالصيادين: إن الصيادين تمكّنوا من اصطياد كميات وفيرة من أسماك السردين، بفضل المنخفض الجوي. الحمد لله.. يا ريت كل يوم في منخفض".

ويوضح أن المنخفضات الجوية تساعد الصيادين في تجاوز عقبتهم الاقتصادية، كونها تجلب أفواج الأسماك من المناطق العميقة والجنوبية للمناطق الشرقية المسموح لهم بالصيد فيها.

وبخصوص نوعية الأسماك التي تظهر، لفت كسكين إلى أن هناك أسماك تتحرك بفعل الرياح كالغزلان، بالإضافة إلى السردين.

ويتفق معه الصياد جهاد صيام بالقول: إن ظهور السردين في الأسواق، مرتبط بقدوم المنخفضات الجوية الكبيرة، بحيث يجري اصطيادها منذ بداية انحسار المنخفض وبعد انتهائه بيومين، ثم تبدأ بالاختفاء بصورة شبه كاملة، بانتظار منخفض جوي آخر.

ويشير الخمسيني لـ"فلسطين"، إلى أن كميات الأسماك الكبيرة التي تغزو الشاطئ، بشكل معتاد في أعقاب المنخفضات الجوية، تشكل فرصة عمل لمعظم صيادي القطاع للاصطياد والبيع في أسواق القطاع التي تعاني شحًا ملحوظًا في الأسماك الطازجة.

ويروي صيام جانبًا من المعاناة اليومية التي يواجهها الصيادون جراء عدم توفر الامكانيات والأدوات التي يمنع الاحتلال دخولها عبر معبر "كرم أبو سالم".

ويؤكد أبو ريالة أن الاحتلال لا يزال يمنع مستلزمات الصيد الضرورية من الدخول عبر المعابر، ومنها مادة "الفيبرجلاس" الخاصة بإصلاح مراكب الصيد.

ويطالب بالضغط من خلال الهيئات والمؤسسات الدولية للسماح للصيّادين بممارسة عملهم بحريّة ودون قيود وبإدخال جميع المعدات التي تنقص الصيادين، والسماح لهم بالتحرك في البحر بكل حرية.

ويحذر صيام من أن مهنتهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد ومصدر رزقهم الوحيد ستصبح في مهب الريح، بسبب استمرار منع قوات الاحتلال الإسرائيلي لبعض المعدات المهم لدخول قطاع غزة.

ومن جهته، وقف الشاب أحمد العاصي ينتظر وبرفقته أصدقاؤه الصيادون ليشتري جزءًا من الأسماك، حيث يقول لـ"فلسطين": إنّ الأوضاع الاقتصادية والحصار وأزمة الرواتب تلعب دورًا مهمًا في تحديد معدلات الإقبال على الشراء.

ويضيف أبو عاصي: "بعد كل منخفض أتوجّه لميناء غزة لشراء كميات ضئيلة من سمك السردينة أو الغزلان بأقل الأسعار من باب سداد رغبة النفس".