المقاوم باسل الأعرج عنوان جديد لانتفاضة القدس بعد أن قدم لنا نموذجًا جديدًا من الشهداء وهو الشهيد المثقف, حيث عرف عن الشهيد درجة ثقافته العالية وتصدره المشهد الثقافي والاجتماعي في رام الله, وحبه للشعر والأدب, ومشاركته في الندوات واللقاءات والفعاليات الثقافية والأدبية, ونشره مقالات عدة تدعو إلى مقاومة الاحتلال والدفاع عن ثوابته الوطنية.
أضيف باسل إلى لائحة الشرف بين الشهداء, وتميز كل واحد منهم بنمطية خاصة، وأقام الحجة على المثقفين جميعًا بأن المثقف لا تقف مشاركته ودوره عند الانطواء بين صفحات الصحف والمجلات أو دفات الكتب أو عبر الأثير، بل هو ناشط مجتمعي ومشارك وفاعل في الدفاع عن قضيته, وتبني معاناة شعبه, كما كان يفعل باسل عندما يقاوم الاحتلال والمستوطنين بالمشاركة اليومية في المواجهات ضد الاحتلال منذ عام 2002, عندما تصدى لوزير جيش الاحتلال في زيارته لرام الله أو المشاركة في فعاليات مقاومة الجدار ومصادرة الأراضي.
نحن أمام نموذج جديد وآخر يقاوم التنسيق الأمني ومطاردة الأجهزة الأمنية له, التي اكتوى بنارها في سجون السلطة, وقاوم محاكمهم اللعينة وقضاة السوء الذين كانوا يجهزون له لائحة اتهام بمقاومة الاحتلال.
لم يخجل ضابط التنسيق الأمني الذي وشى بباسل لجيش الاحتلال ولا قاضي التنسيق الأمني الذي كان يتجهز لمحاكمة المثقف، بينما باسل تجهز بطريقة أخرى لمواجهة الاحتلال, حيث واجه جنود الاحتلال برشاشه في أحد البيوت في رام الله على بعد مئات الأمتار من مقر المقاطعة الذي كان من المفترض أن يكون مقرًا للمثقفين والأدباء الفلسطينيين, لكنه تحول إلى مقر لإقامة الحفلات والسهرات للوفود الإسرائيلية بينما تجهز الملفات لمحاكمة باسل.
ذهب باسل إلى حيث اختار أن يكون شهيدًا ومقاومًا ومثقفًا يقاتل بالكلمة والرشاش ولم يلتفت حوله كثيرًا لأن المثقف الواعي يعي الطريق جيدًا.