كثيرة هي أنواع الشخصيات التي نقابلها في حياتنا والتي تختلف في كثير من الأمور وتلتقى في بعضها، وإن كان الجميع يسعى إلى تحسين شخصيته للوصول إلى مستوى عالي من الذكاء العاطفي إلا إن هناك من يبقون مكانهم وهؤلاء يمكن إطلاق صفة الغباء العاطفي عليهم؛ وفق خبراء علم اجتماع.
الغباء العاطفي صفة مكتسبة عند بعض الأشخاص الذين تربوا في بيئة عائلية يسودها العنف، عدم الاحترام، الأنانية، وغيرها من الصفات التي تنشئ شخصاً مكروهاً ممن حوله.
الاختصاصي النفسي، د. إياد الشوربجي يوضح أن الغباء العاطفي صفة تكون انعكاس لشخصية أفراد يعانون مع عدم قدرتهم التعامل مع المجتمع المحيط بهم بشكل يجعلهم محبوبين وذلك بسبب تصرفاتهم المزعجة والمكروه.
ويقول لصحيفة "فلسطين" إن:" الشخص الذي يتمتع بالذكاء العاطفي يكون لديه قدرة على التعامل مع الآخرين ومشاركة همومهم قبل أفراحهم كما أنه شخصيته تكون جذابة ويراعي الآداب العامة لحد كبير وتعامل حسن مع الأخرين".
ويضيف الشوربجي :" في المقابل هناك أشخاص عندهم غباء عاطفي وهو عكس الذكاء، حيث يكون شخص لا يعنيه تكوين علاقات مع الآخرين، شخصيته غير سوية وغير صحيحة، يغلب عليها الحسد والكره، عديم المسؤولية، لا يشعر بالأخرين ولا يحب تكوين علاقات جيدة مع الآخرين".
ويبين أن هناك عدة أسباب تكون وراء الغباء العاطفي ومن أبرزها ومنبعها هو نشوء الطفل في أسرة غير سليمة، حيث أن العلاقات غير السوية والتنشئة الاجتماعية التي تعتمد على عدم الاحترام والتقدير والتربية المتسلطة والعنيفة تنتج ذلك.
وينبه الشوربجي أن مهمة التربية في هذه الأسرة تعتمد أساسا على نمط الفوضى وعدم الاهتمام، وخاصة من رب الأسرة الذي يمكن أن لا يتبع أساليب صحيحة في التربية، لافتاً إلى أن هذه البيئة خصبة لتكوين شخصية الغبي عاطفياً.
ويفيد بأن من الأسباب أيضاً الأشخاص والأصدقاء الذين يمكن أن يؤثروا سلبا على الشخصية التي تتأثر بسهولة بأفكار الأخرين من خلال تقليدهم بأمور سيئة وغير مفيدة.
ويذكر الشوربجي أن الأشخاص الذين يتسمون بالغباء العاطفي يكونون شخصيات يغلب عليها طابع التشاؤم والنظرة السوداوية للحياة، ينظرون لكل أمور الحياة باستخفاف وعدم تقدير، لا يتحدثون عن الانجازات والجوانب المشرقة في المواقف بل يتحدثوا عن الصعوبات والعقوبات التي تواجه هذا العمل.
كما أنه يغلب عليهم –والكلام لا يزال للشوربجي- صفة التدخل فيما لا يعنيهم والتلصص، ولديهم حب كبير للتعرف على خصوصيات الآخرين التي تعنيهم ولا تعنيهم، كما أنهم يتحدثون عن أنفسهم بكثرة ومستوى الأنانية لديهم مرتفع للغاية".
ويشير الشوربجي إلى أن من لديه غباء عاطفي يستخدم بكثرة عبارات جارحة ومؤذية للأخرين ولا يسمع لهم وينتقدهم دائما، كما أنه يغلب عليه عدم الالتزام بالمواعيد، عدم احترام القوانين والتعليمات من الآخرين، التمرد على القوانين.
ويؤكد ان هذه الشخصية قابلة للتعديل ولكن تحتاج إلى جهد كبير وخاصة إن تأصلت هذه الصفات فيهم وتربوا على الغباء العاطفي، وأنه يمكن أن يتم التعديل من خلال وضع هذا الشخص في بيئة مناسبة لتوجيه النصح له.
ويلفت إلى أهمية تعليم هذا الشخص على مهارات التواصل السليمة مع الآخرين، ومنها منع التدخل بشؤونهم واحترامهم، واستخدام الأشخاص المؤثرين فيه لتعديل الأخطاء.
ويخلص الشوربجي إلى أن هذه الشخصية تحتاج إلى صبر وحكمة وحنكة في التعامل معها، خاصة اذا كان الشخص عنيد، ناصحاً أن يكون من الذي يقود عملية التغير قادر على التعديل والتأثير.