فلسطين أون لاين

لا تقطري حليبك في عين وليدك

...
غزة/ أسماء صرصور:

قديمًا كانوا يوصون الأم بتقطير حليبها في عينيّ طفلها إن شكّت أنه يعاني من الالتهابات، فهل هذه العادة يوافق عليها الطب؟ أم أنها منافية للصواب، ولربما تسبب ازدياد سوء حالة عين الطفل؟

مدير مستشفى العيون واستشاري طب وجراحة العيون د. حسام نبيل داوود يجيب عن هذا السؤال لصحيفة "فلسطين"، متحدثًا عن التهابات العين عند الأطفال حديثي الولادة.

يقول داوود: "حليب الأم لا يحارب البكتيريا، بل خاصة في الأيام الأولى يكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا"، مضيفًا: "مع أن حليب الأم يحتوي مضادات حيوية، لكنها لا تحارب التهابات العين".

ويشير إلى أنه من الخطأ الاعتماد على حليب الأم لمعالجة الالتهابات عند حديثي الولادة؛ مرجعًا ذلك إلى أنه الممكن أن تتفاقم المشكلة وتزيد بسبب هذا العلاج القديم جدًا.

ويلفت استشاري طب وجراحة العيون إلى أن التهابات العيون عند الأطفال حديثي الولادة أمر في غاية الأهمية، فالمشكلة تبدأ من المرأة الحامل، كون أكثر الالتهابات التي تحصل لهؤلاء الأطفال، وغالبًا يأخذون الجرثومة البكتيرية أو الفيروسية خلال قناة الولادة الطبيعية في مرحلة الولادة.

وينبه إلى أن الالتهابات التي تحصل في أول ثلاثة أيام من عمر الرضيع تكون غاية في الخطورة؛ لأن البكتيريا الخاصة بها تكون من النوع القوي الذي يسبب التهابًا ليس فقط في ملتحمة العين، مضيفًا: "بل من الممكن أن تسبب التهابات تصل للقرنية وتسبب ذوبان للقرنية، ويحصل بعد ذلك –فقدان للبصر، وهذه البكتيريا نسميها "ذات الصبغة السائلة"، وهي أخطر أنواع البكتيريا التي تصاحب الولادة".

ويبين داوود أن الأطفال حديثي الولادة لأمهات ولدن قيصريًا هن في مأمن نوعًا ما من هذه البكتيريا، لكن هناك أنواع من الالتهابات التي تصيب الأطفال –خاصةً أن المناعة ما زالت ضعيفة لديهم- وهي التي تأتي بعد 3-4أيام.

ويلفت إلى أن الأطفال حديثو الولادة من عمر يوم وحتى 28 يومًا، وأي التهابات تصيب الطفل خلال شهر أو 28يوم من ميلاده، يجب الوقوف عليها، ولابد أن يفحص الطفل طبيب عيون اختصاصي يقدر الحالة.

ويقول: "قد تكون مشكلة بسيطة ومجرد التهابات في ملتحمة العين، لكن من الممكن أن تكون مشكلة كبيرة، التهابات في ملتحمة العين والتهابات قرنية، وهذه تحتاج لعلاجات ومضادات حيوية عن طريق الوريد للسيطرة عليها".

ويتابع مدير مستشفى العيون: "لذلك كانت هناك سابقة إعطاء كل الأطفال حديثي الأطفال نقطة مضاد حيوي، بوضع قطرة واحدة في كلتا العينين وهذه تقي الأطفال بنسبة 90% من الالتهابات البكتيرية المصاحبة لحديثي الولادة".

ويقدم عدة نصائح للأمهات، منها: أهمية التعقيم، فأي بيت لا يخلو من شخص لديه التهابات في عينيه أو جسمه، لذا يجب إبعاد الأشخاص المصابين عنه؛ حتى لا يصاب بالعدوى والتهابات العينين.

وأما النصيحة الثانية –وفق إفادته- أنه على الأم غسل يديها جيدًا في كل مرة تتعامل فيها مع طفلها، سواء للرضاعة أو تغيير الملابس وخلافه، لقتل أكبر كمية ممكنة من البكتيريا العالقة في اليدين.

وفي النصيحة الثالثة، ينبه استشاري طب وجراحة العيون إلى أن كل أم إن شعرت بتغيير في عين طفلها –مثل (الدمع الزائد-  القذى)، بضرورة التوجه مباشرة إلى طبيب العيون، لتقديم النصح وهذا الأفضل.