فلسطين أون لاين

هل تنجح "فتح" و"حماس" في طي ملف الانقسام؟

...

غزة - أحمد المصري

تمر الذكرى التاسعة لأحداث الانقسام التي جرت في قطاع غزة، في 14 من يونيو/ حزيران 2007، ما بين حركتي فتح وحماس، في ظل جهود سياسية محلية وإقليمية عربية لعقد لقاءات ما بين قيادة الحركتين وذلك على طريق إتمام المصالحة الوطنية، فهل تنجح الجهود المبذولة هذه المرة، بأن تطوي ملف الانقسام المتعثر؟

محلل سياسي وفي خضم تحليل سياسي أعدته "فلسطين" في سياق الجهود الفلسطينية والإقليمية لإتمام المصالحة، والاستفسار عن إمكانية نجاحها وتوصّلها إلى تحقيق تطلعات الفلسطينيين، رأى وجود دعائم قوية لطي صفحة الانقسام هذه المرة، بينما رأى آخر عدم وجود مؤشرات واضحة على نجاح هذه الجهود.

وأشارت مصادر سياسية فلسطينية مختلفة، إلى قرب عقد لقاءات ما بين قيادة حركتي "فتح" و"حماس" لإتمام ملف المصالحة، والتوصل إلى ما من شأنه إنهاء الملفات العالقة، فيما لفتت إلى لقاءات تجري في سياق الملف نفسه لجهاز المخابرات المصرية، مع قيادات من حركة حماس.

أمل واهتمام

المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، قال: إن ملف المصالحة الفلسطينية، من أبرز الملفات الوطنية المهمة، والتي هي محط أمل واهتمام من أبناء الشعب الفلسطيني، مضيفًا: "الحراك والجهد المبذول في إطار تحقيقها سيكون محل تقدير كبير".

ورأى عوض أن ملف المصالحة الوطنية ارتبط في تحقيقها منذ بداية الانقسام في معادلة عامل الإقليم العربي أو ما يعرف بـ"النظام العربي المعتدل"، وأن هذه "المعادلة" كانت وما زالت كلمة السر في إمكانية تحقيق المصالحة من عدمه وفقًا للجهود الحاصلة.

وأضاف لصحيفة "فلسطين"، أن مسألة المصالحة وقعت ما بين حركتي فتح وحماس خمس مرات وسواء كان في القاهرة أو مكة أو الدوحة أو غزة، إلا أن العامل الإقليمي العربي كان لديه رؤى مختلفة الأمر الذي أعاق تقدمها بوضوح.

ولفت عوض إلى أن الرؤية العربية حول المصالحة مرتبطة بمصالح سياسية وأمنية خاصة بها، ومصالح غربية وأمريكية، مؤكدًا أن "القرار العربي" في هذه المرة بات لديه من القناعة والمصلحة لأن يسير باتجاه دعم تحقيق المصالحة، مشيرا إلى أن ذلك من الدعائم القوية المحفزة لطي صفحة الانقسام.

ونبه إلى أن الدعم العربي لتطبيق وتنفيذ المصالحة يندرج في إطار رؤية دولية غربية تريد إنهاء الانقسام، أملًا في إيجاد تسويات سياسية لاحقة ما بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا: "المصالحة من الممكن أن تنجح هذه المرة ولكن لما سيطرحه العرب أيضًا كلمته".

ووقعت حركتا "فتح" و"حماس" في سنوات عمر الانقسام على العديد من الاتفاقات لإنهائه وتحقيق المصالحة الوطنية برعاية عربية، ولا سيما من مصر والسعودية وقطر، فيما فشلت جميعها في التنفيذ العملي لهذه الاتفاقيات على الأرض.

برعاية عربية

في المقابل رأى المحلل والكاتب السياسي جهاد حرب، عدم وجود مؤشرات واضحة لنجاح اللقاءات والحوارات القادمة بملف المصالحة برعاية عربية، مستدلًا بما جرى من اتفاقات سابقة لم تنفذ رغم رعايتها ودعمها العربي.

وقال حرب لصحيفة "فلسطين": إن هناك تخوفًا من كون الجهود الفلسطينية المرتبطة بقيادة حركتي فتح وحماس، مع الجهد العربي والإقليمي، من العودة إلى إنتاج اتفاقات جديدة لا يتم تطبيقها على أرض الواقع مرة أخرى.

وذكر أن من معيقات إمكانية أي اتفاق يتم تنفيذه هو غياب البرنامج السياسي الوطني الموحد، والمحدد في مواجهة الاحتلال، واختلاف الرؤى حول الوسائل النضالية التي من الممكن استخدامها في إطار مواجهة المحتل، مع غياب الثقة بين الطرفين.

وأكد حرب أنه ورغم المعيقات آنفة الذكر، وعدم وجود مؤشرات واضحة لنجاح اللقاءات ما بين حركتي حماس وفتح، إلا أن هناك استثناءات يمكن البناء عليها في إمكانية تحقيق شيء ما في ملف المصالحة والتي تتعلق في دخول القاهرة بقوة على هذا الخط، مع وجود تعاون سعودي قطري في نفس المضمار.

ونبه إلى أن العامل الإقليمي العربي خفف كثيرًا من حالة الرفض لديه لعملية المصالحة، وأن ذلك دافع مهم لا بد وأن يبنى عليه من قبل الفلسطينيين لإيجاد اتفاق ملزم ويتم تطبيقه في نفس الوقت.