قائمة الموقع

تحديًا لـ"متلازمة داون".. وعد تشق طريق العلم

2019-12-22T08:40:00+02:00
وعد الطفلة صاحبة العقصين

وعد الزعانين ولدت في السادس من تموز (يوليو) 2012م،  أي أنها قاربت طي عامها السابع من سني عمر الطفولة سيرًا نحو الثامنة مع حلول 2020م، لكنها ليست كأي طفلة عادية؛ فهي تعاني متلازمة داون (Down syndrome)، وهو ما لم يقف عائقًا أمام عائلتها لتعبّد لها طريقًا نحو الحياة.

دعاء الزعانين والدة وعد تروي لصحيفة "فلسطين" تفاصيل عن رحلتها مع ابنتها حتى وضعتها على أول طريق العلم، مع أن للأم طفلًا آخر، هو يوسف (ستة أعوام)، يعاني مشكلة ضعف السمع.

تقول الزعانين: "تابعت مع جمعية الحق في الحياة منذ كانت سن وعد سبعة أشهر تقريبًا"، مشيرة إلى خضوع وعد لجلسات نطق وتنمية قدرات وتدليك طبيعي، وكانت حالتها تتقدم حتى بلغت من العمر عامين.

لكن–وفق حديث الوالدة- تقدم حالة وعد لم يستمر بعد دوامها في التأهيل المبكر، ما دفعها لإلحاقها بإحدى رياض الأطفال، ورغم عدد من الصعوبات اندمجت الطفلة في البيئة العادية، لأن درجة المتلازمة لديها بسيطة.

وكانت وعد تعاني صعوبات تعلم، وصعوبة في النطق، وتأخرًا في الكلام والنطق واللغة.

تتابع الأم: "بعد ذلك أتى مشروع الإغاثة الطبية واندمجت ابنتي فيه، والتحقت سنتين بالروضة العادية التابعة لهذه الجمعية الطبية"، مبينة أن الروضة ساعدتها على الاندماج التام في الوسط المحيط.

وتوضح أن وعد اليوم حسب قدراتها في الصف الأول بمدرسة عادية، ومستواها رغم تأخرها سنتين نوعًا ما جيد، وتتعلم وتندمج، وتكتب وتتعلم.

وخضعت وعد لتدريبات تنموية لعدة مهارات، مثل: النظافة الشخصية، وكيفية تناول الطعام، ومهارة معرفة الأشكال والأحجام والألوان، ومعرفة الأعداد، والحيوانات، واتباع القوانين.

وبلغ عدد جلسات التربية الخاصة 172 جلسة تعليمية، وعدد جلسات علاج النطق 71 جلسة، وبعدها دمجت الطفلة في مدرسة بيت حانون الابتدائية المشتركة "ب".

وبسؤالها عن أهمية وجود مدارس خاصة للحالات، أم تفضل دمجها في المدارس العادية؟، تجيب الأم: "هناك حالات تحتاج إلى مدرسة خاصة، وحالات عادية ممكن دمجها بل من الضروري دمجها".

لم تنتهِ قصة دعاء عند معاناة ابنتها؛ فقد أنجبت يوسف الذي يعاني نقصًا في شعيرات الأذن، لذا لديه مشكلة في السمع، وعلاجه إما بزراعة قوقعة، أو تركيب سماعة طبية خاصة، والآن هو مع الحل الأخير.

وعنه تقول: "كنت أتحدث إلى ابني ولا أرى منه ردة فعل تجاهي، فتوجهت لطبيب أنف وأذن وحنجرة وأجرى فحوصات، وقال إن الطفل لا يعاني أي مشاكل، وحينما قلت له إن الطفل لا يسمعني ولا يستجيب، طلب فحوصات السمع، وعند الفحوصات اكتشفنا أن لديه فقدًا في السمع بنسبة 80%".

وتضيف: "التحقت بجلسات لأتعلم كيفية التعامل مع يوسف وسبل مساعدته على النطق والمشاركة"، ثم ركبت له سماعات ليسمعها، وهو ما جعلها تشعر أنه بدأ يسمعها ويتفاعل معها.

ولمّا بلغ سن الدراسة، اصطحبته والدته إلى روضة الصم؛ فنصحوها بعدم إلحاقه بها، لأن لديه نسبة سمع ويتكلم، وإن بقي في روضة الصم فسيعتمد على الإشارة وتتراجع حالته، مشيرة إلى أنها في انتظار دمج طفلها في إحدى رياض الأطفال التابعة لـ"الإغاثة".

وتختم دعاء الزعانين حديثها بدعوة المجتمع للاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة، والعمل على توفير سبل تعليمهم بسلاسة.

اخبار ذات صلة