قائمة الموقع

فطر عيش الغراب إنتاج محلي من الألف إلى الياء

2019-12-21T11:46:00+02:00

كان قطاع غزة يعتمد على استيراد أصناف البذور وشتلات الخضراوات والفواكه كافة من الخارج، لكن منذ عام 2007م تمكنت وزارة الزراعة عبر مختبراتها من إنتاج بذور لأحد أصناف الفطر.

الفطر المحاري أو كما يعرف بفطر عيش الغراب صنف برعت وزارة الزارعة بإنتاجه، ونشر ثقافة زراعته عند كثير من المواطنين الراغبين بافتتاح مشاريع زراعية لا تحتاج إلى تكلفة مادية عالية.

مدير محطة التجارب في وزارة الزراعة م. أمجد الأغا يوضح أن بدء إنتاج بذور فطر عيش الغراب يعود إلى 2007-2008م، وتكللت التجربة بالنجاح، وبدأ إنتاج البذور بجودة عالية وإنتاج كميات كبيرة.

ويقول الأغا في حديث إلى صحيفة "فلسطين": "في ذلك الوقت أنشأت الوزارة مزرعة للفطر في خان يونس، وزُرعت 500 سلة بالفطر، إذ كانت كل سلة تنتج بحدود 2-3 كيلوجرام  من الفطر، واستمر عملها من 2008م حتى 2012م، ثم أغلقت بسبب ضعف التمويل".

ووفق إفادة الأغا، توقف المزرعة لم يوقف عمل المختبر في إنتاج بذور، واستمرت الوزارة في تزويد الراغبين بالبذور الخاصة بالفطر، وبيعها بأسعار زهيدة مناسبة لأوضاعهم الاقتصادية.

ويبين أن الوزارة ركزت في تلك المدة على نشر ثقافة زراعة الفطر من طريق وسائل الإعلام، والمشاركة في المعارض التي تقام في القطاع، وعقد دورات لكثير من الفئات التي لديها رغبة بتعلم زراعة الفطر، والتعاون مع الجمعيات الخاصة التي تشتري البذور عبر مشاريع ممولة بهدف تشغيل الناس.

ويذكر الأغا أن الصنف الذي يزرع في القطاع من الفطر هو الصنف المحاري أو فطر عيش الغراب، فأجواء قطاع غزة مناسبة جدًّا لزراعته من ناحية التكلفة وملاءمة المناخ.

ويفيد أن فطر عيش الغراب من الفطريات الرمية التي تحصل على غذائها من المخلفات العضوية المتحللة، ويحتوي الفطر على البروتين العالي الجودة الذي يفوق بروتين البقوليات، وكذلك محتواه من الأحماض الأمينية الأساسية الموجودة في البروتين الحيواني يصل إلى 100%.

ويؤكد الأغا أن فطر عيش الغراب من أكثر الأصناف اقتصاديةً، فدورة رأس المال المستخدم في إنتاج عيش الغراب سريعة جدًّا ولا تستغرق أكثر من 3-4 أشهر، وهناك إمكانية لتربيته في الأماكن المهمشة زراعيًّا.

ويلفت إلى أن احتياج الفطر للماء قليل جدًّا ويمكن زراعته في المناطق الشحيحة المياه، وهو مصدر دخل جيد للأسرة الريفية، ومصدر جيد للبروتين الرخيص الثمن الخالي من متبقيات الأدوية، ومخلفات عملية التربية أعلاف عالية القيمة الغذائية.

وينبه إلى أهمية زيادة الوعي بفائدة الفطر غذائيًّا وصحيًّا إذ إنه يدخل في العديد من الوجبات، وعلاج العديد من الأمراض.

ويبين الأغا أن الوزارة تعتمد على تعليم المواطنين الراغبين على زراعة الفطر في السلال، إذ توضع طبقة من القش المعد للزراعة بسمك 15 سم وينثر عليها طبقة من تقاوي الفطر وتغطى بطبقة ثانية من القش بسمك 5 سم، وتحضن السلة في كيس من البلاستيك الأسود حتى يكتمل نمو المسيليوم في 2-3 أسابيع.

بعد انتهاء مرحلة التحضين ونمو المسيليوم على السلة –والكلام للأغا- تبدأ عملية الرش الرذاذي من مسافة متر من كل الجهات، إذ يجب المحافظة على رطوبة السلة بتكرار عملية الري مرة كل ساعة، كما يجب وضع السلة في مكان بعيد عن أشعة الشمس، فتكون درجة حرارة الغرفة 18-25 درجة مئوية.

ويشدد على أهمية توافر رطوبة عالية في المكان بحيث تكون الرطوبة فوق 80%، مع المحافظة على التهوية الجيدة في المكان لمنع استطالة السيقان، بفتح الشبابيك والأبواب في ساعات الصباح الباكر والمساء، ووضع شبك على الأبواب والشبابيك لمنع دخول الحشرات والقوارض.

ويختم مدير محطة التجارب في وزارة الزراعة: "إن الوزارة دربت خلال السنوات الماضية آلاف المواطنين: طلاب مدارس وجامعات، وربات بيوت، ورجال، وغيرهم، على زراعة هذا النبات المفيد من الناحية الغذائية، والصحية والمالية، في حال افتتح الشخص مشروعًا".

 

اخبار ذات صلة