قائمة الموقع

"البورنو".. شغفٌ وإبداعٌ في الترجمة والشعر والأدب

2019-12-21T11:33:00+02:00
نور البورنو

ربما الجينات الوراثية لعبت دورا  في إبداع نور البورنو في اللغة الإنجليزية، فوالداها كانا شغوفين بها بجانب الفرنسية أيضا، ألفتهما آذناها، حتى اكتشف أن لديها ميولا لكتابة الشعر والقصة بالإنجليزية لتحصل على المركز الأول على مستوى قطاع غزة وهي في عمر 16 عاما كأصغر مشاركة في مسابقة عقدتها القنصلية الإنجليزية بالقدس.

كبر شغفها باللغة الإنجليزية حتى المرحلة الجامعية رغم اختيارها تخصص الهندسة التي لم تجذبها يوما، وكانت تفضل حضور محاضرات اللغة الإنجليزية مع صديقاتها، حتى أخذت القرار الحاسم بترك الهندسة وحولت إلى هذا الاختصاص الذي تبحث عن الإبداع فيه.

تعمل البورنو (26عاما) الحاصلة على بكالوريوس اللغة الإنجليزية، ودبلوم عالٍ في التربية، وتقدم حاليا رسالة ماجستير لتخصص الترجمة، كمسئولة عن الترجمة في مؤسسة ماليزية بغزة، بالإضافة إلى مكتب خاص بالترجمة بالتعاون مع أختها، ناهيك عن تعاملها مع بعض المؤسسات الأجنبية والمحلية بتقديم استشارات في الترجمة وتقديم الترجمة الفورية لهم، وعملت أيضا معيدة لمدة عامين في الجامعة الإسلامية، وثلاث سنوات في وحدة التعليم المستمر فيها.

من له بالغ الأثر في تمكنها وحبها للإنجليزية كانت والدتها التي تتقنها والفرنسية أيضا بجانب العربية، وهي الداعم الأكبر لها في التطور أكثر في هذا المجال.

وتقول البورنو لصحيفة "فلسطين": "تحديت نفسي بعد اتخاذ قراري النهائي بترك الهندسة، وحققت تفوقا في تخصص اللغة الإنجليزية، وهذا ما جعل أحد أساتذتي في الجامعة يرشح اسمي للعمل في السنة الجامعية الثانية، وأنجزت ترجمة تاريخية لإحدى المؤسسات الماليزية".

وعن أول وظيفة تقاضت عنها راتبا، تضيف: "في السنة الجامعية الثالثة عملت مع مؤسسة يوكاس في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وبقيت معها لثلاث سنوات، وكانت التجربة الحقيقية للترجمة بخلاف اعتقادي، وهو ميولي الأكبر للتعليم".

وفي العام ذاته جاءت لـ"البورنو" فرصة على طبق من ذهب لاكتشاف قدراتها في الترجمة الفورية، حينما دعيت كمترجمة لحقوق الإنسان، في اللحظة الأخيرة تملكها الخوف واعتذرت لتوكل المهمة لزميل لها، ولكن هذه التجربة كانت الفيصل في مشواري مع الترجمة لتتعلم فيما بعد كيف تواجه مخاوفها ولا تهرب منها.

نوعا الترجمة

والترجمة الفورية نوعان: تتابعية، وتزامنية، تشرح البورنو الفرق بينهما أن التتابعية هي ترجمة المترجم كلام المتحدث بعد سكوته، أما التزامنية فهي ترجمة كلام المتحدث بالتزامن مع حديثه وهي الأصعب.

ومن المواقف التي تعرفت فيها على قدرتها في الترجمة الفورية التزامنية، تروي: "عملت مع وفد أجنبي زار قطاع غزة عن طريق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا، الذي رافقته في زيارة أحد المستشفيات، فكانت مسئولة الوفد تتحدث وأترجم حديثها للمرضى الذين كانوا يتسابقون في الحديث معها ولا أحد ينصت للآخر، فاضطررت حينها إلى ترجمة كلامها فورا ولم أنتظر أن تصمت".

وتردف البورنو: "مسئولة الوفد زكتني لسرعتي وثقتي في أثناء الترجمة، وبالفعل عملت مرة أخرى مع وفد أجنبي آخر، ومن ثم مع أطباء بلا حدود".

حصلت على اعتماد مترجم محترف من المجمع العربي للمترجمين المحترفين في 2019م.

وأبدعت "البورنو" في كتابة الإنجليزية، حيث شاركت في أربعة كتب، اثنان صدرا في أمريكا، وواحد في السويد، والرابع ماليزي، واختاروا قصصا وقصائد باللغة الإنجليزية من تأليفها، بالإضافة إلى النشر في مجلات إلكترونية نشرت أزيد من خمس قصائد ومقالات أيضا.

وتشير إلى أنها تسعى لإصدار ديوان شعري باللغة الإنجليزية خاص بها، بخلاف الشعر الذي نشرته.

وتميل البورنو للتعليم التدريبي"، قائلة: "فيه إبداع أكثر وتأثير في التغيير أكبر".

وتطمح البورنو إلى التوسع في مكتبها ليصبح مشروع حياتها من خلال اقتحام السوقين الأجنبي والخليجي، وتقديم لغات أخرى كالتركية التي تتعلمها حاليا، والفرنسية التي تتقنها أختها الدارسة تخصص الصيدلة.

اخبار ذات صلة