باتت بوابة معبر رفح البري التي تصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، نافذة الأمل الوحيدة لمواطني القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ عقد من الزمان.

مواطنو قطاع غزة، ثمنوا التسهيلات المصرية تجاه معبر رفح وفتحه على فترات متقاربة، في الآونة الأخيرة، والانسيابية في حركة السفر، والسماح بدخول مواد البناء والسلع والبضائع إلى غزة، متمنين فتح المعبر على الدوام أمامهم لقضاء حوائجهم ومصالحهم.

يذكر أن السلطات المصرية، قد فتحت الإثنين الماضي، معبر رفح الحدودي، استثنائيًا في كلا الاتجاهين، لمدة ثلاثة أيام، لسفر المرضى والحالات الإنسانية.

حال أفضل

جميل خليل شعت (80 عامًا)، قال: "إن حركة السفر بين قطاع غزة ومصر كانت قبل أربعة عقود من الزمن، أفضل بكثير من الوقت الحالي، وقتما أريد السفر صباحا أو عصرا أو مغربا، كنت أركب السيارة وأمضي في طريقي إلى مصر، دون معيقات".

وأشار شعت في حديث لصحيفة "فلسطين"، أثناء انتظاره في صالة المغادرة بمعبر رفح، برفقة زوجته، إلى رغبته بتكحيل عينيه برؤية نجله الذي يعمل في الإمارات ولم يرَه منذ 6 سنوات، داعياً إلى فتح المعبر بشكل دائم لما في ذلك من فائدة ومصلحة مشتركة.

أما الطبيب مروان الهندي، الذي سيغادر قطاع غزة لتلقي العلاج اللازم في الخارج، أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن حركة السفر أصبحت أفضل حالا، في ظل الفتحات المتقاربة.

وأعرب عن أمله في تقديم السلطات المصرية تسهيلات في ملف السفر بشكل دائم، من أجل السماح بسفر أكبر عدد ممكن من سكان قطاع غزة المحاصرين والذين هم بحاجة ماسة للسفر، خصوصا المرضى والطلبة وأصحاب الإقامات في الخارج.

وقال: "سافرت إلى مصر في مرات ماضية وكانت أصعب من هذه المرة، بسبب عدد المسافرين الكبير والازدحام الشديد، لكننا اليوم نشهد تنظيما أكثر وسهولة ويسرا في عملية السفر في الجانب الفلسطيني وكذلك في الجانب المصري".

تسهيلات أكبر

أما المريض سامي شمالي والذي سيجري عملية زراعة كلى في المشافي المصرية، فقد قال إن عملية السفر أصبحت أكثر سهولة ويسرا في ظل التنظيم الجيد في الجانب الفلسطيني، وسماح الجانب المصري بمغادرة الحافلات بشكل أسرع.

وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نتمنى تقديم تسهيلات أكبر خصوصا من الجانب المصري، لتخفيف معاناة المسافرين، ونريد أن يفتح المعبر على الدوام لجميع شرائح الشعب الفلسطيني".

وسمحت السلطات المصرية في اليوم الأول من فتح المعبر بمغادرة 584 مسافرا على متن 12 حافلة، خصصت إحداها لحملة الجوازات المصرية وحافلتين لأصحاب التنسيقات المصرية وتسع حافلات للمسجلين ضمن كشوفات وزارة الداخلية.

وأرجعت السلطات المصرية 85 مسافرا دون إبداء سبب منعهم من السفر، في حين تمكن 584 عالقا من العودة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.