قائمة الموقع

متضررو خزاعة: خمسة أعوام من المعاناة .. ووعود "أونروا" بالتعويض "بلا رصيد"

2019-12-17T10:24:00+02:00

"خمس سنوات بعاني.. حاطين نوافذ نايلون ما بنام الليل من قوة الريح والمطر بالشتاء" كلمات قهر خرجت من حنجرة المواطن ماجد قديح (40 عاما) المتألمة على حاله، بعدما تعرض منزله لأضرار جزئية بليغة لكنه لم يحصل على تعويض من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين كحال مئات العائلات ببلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة التي تعرضت لدمار كبير خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م.

نوافذ من النايلون، كانت الحل الوحيد أمام قديح، لمنع تسلل البرد إلى أطفاله الأربعة، لكن هذا النايلون الرقيق لم يصمد أمام المنخفضات الجوية وقوة الرياح، فيصبح بيته مع كل منخفض جوي مسرحا للهواء وقطرات المطر التي تتدفق إلى داخله حتى يصل البرد إلى أجساد أطفاله، يقول قديح: "نتيجة وضعي المادي لا أستطيع وضع نوافذ ألمونيوم، بالكاد استطعت إصلاح الأضرار بعدما وعدتنا الوكالة بأنها ستقوم بتعويضنا".

بات موسم الشتاء يشكل كابوسا أمام قديح وعائلته، وغيره من المواطنين في خزاعة ممن لم يحصلوا على تعويضات، "لمتى سنبقى هكذا .. هل حتى يموت أولادنا من البرد بالمستشفيات؟" سؤال بعلامات استفهام كبيرة حول "المماطلة المستمرة" من قبل الوكالة، التي يطالبها بصرف 10 آلاف دولار قيمة عقد التعويضات الذي وقعه معها وفق تقييم مهندسيها.

أضرار ومعاناة

ما إن أعلن عن تهدئة إنسانية عام 2014، ذهب رامي أبو ريدة (41 عاما) لتفقد منزله، ليجده دون نوافذ وجدرانه مدمرة كاملا، بعد أن تعرض منزله البالغ مساحته 187 مترا مربعا للقصف بقذائف الاحتلال الإسرائيلي.

يقول أبو ريدة لصحيفة "فلسطين": جاءت لجنة الأضرار لمعاينة وضع المنزل ووقعت عقدا مع "أونروا" بقيمة 11 ألف دولار، وقالت الوكالة لنا إن من يستطيع إصلاح بيته، فليفعل، على أن تقوم بصرف التعويضات حين وصول أموال الدول المانحة، وقمت بأعمال إعمار على نفقتي الخاصة وإلى اليوم لم أستلم تلك الأموال.

صنف منزل أبو ريدة كهدم جزئي بليغ، استغرق سكنه فيه بعد العدوان الإسرائيلي أربعة أشهر، وهو كغيره من سكان خزاعة ينتظر تنفيذ الوكالة وعودها.

لكن هنا كان الأمر أصعب، بعد أن أزالت القذائف الإسرائيلية واجهة بيت المواطن سفيان أبو ريدة الأمامية، طال الدمار 80 مترا مربعا من مساحة منزله البالغة 170 مترا مربعا، وبدأ العيش حياة مأساوية كحال خزاعة "المنكوبة".

يرحل في حديثه مع صحيفة "فلسطين" للحظة الدمار ومعاناته بعد ذلك، قائلا: صنف منزلي "هدم جزئي بليغ"، ووقعت عقدا مع الوكالة بعدما قيمت قيمة الأضرار بأكثر من 11 ألف دولار.

أمام وعود "أونروا" اقترض أبو ريدة أدوات بناء، وأثاثا منزليا، وكل ما يلزم لإعمار المساحة المدمرة، وتعهد بسدادها بواسطة كمبيالات وشيكات، على أن يسدد تلك الأموال حينما تصرف له الوكالة، وزاد: "يومها كان فصل الشتاء يقترب، وكنت حريصا على السرعة في الإعمار".

الذي لم يحسب حسابه أبو ريدة، هو أن تتأخر الوكالة في صرف الأموال، بنبرة صوت متألمة يضيف: "زاد ضغط أصحاب المحلات التجارية علينا، وبدأت الشرطة تلاحقنا".

أعاد أبو ريدة اعمار منزله بالتدريج، لكنه لم يستطع حل مشكلة تدفق المياه من سطح منزله وبعض الغرف، فحلها الوحيد كما قيمها المهندسون، يكون بصب سقف آخر من الباطون لمنع تدفق المياه، لذلك هو في أمس الحاجة لصرف أموال التعويض للخروج من مستنقع الألم والمعاناة.

مماطلة وتسويف

منسق لجنة متضرري العدوان في خزاعة عام 2014 صلاح النجار، أوضح أن اللجنة أحصت نحو 750 متضررا من العدوان الإسرائيلي لم يستلموا تعويضاتهم من "أونروا" منذ خمس سنوات.

وقال النجار لصحيفة "فلسطين": إن الأضرار في خزاعة متنوعة ومصنفة إلى عادية وجزئية وجزئية بليغة غير صالحة للسكن، تقدر قيمة التعويضات المطلوبة قرابة ثلاثة ملايين دولار، مؤكدا أن مطلب الأهالي واحد يتمثل بصرف المستحقات والمبالغ التي وقعوا عقودا فيها مع الوكالة.

وأشار إلى أن معظم أهالي خزاعة قاموا بإصلاح الأضرار بالتوقيع على كمبيالات لصالح التجار، وعليهم التزامات مالية منذ خمس سنوات، مبدياً استغرابه من الوعود والمماطلة من قبل "أونروا".

ونظم المتضررون في خزاعة، اعتصامات احتجاجية في الفترة الأخيرة أمام مقرات الوكالة بمدينتي غزة وخان يونس، بالإضافة لاعتصام لمدة 14 ساعة في مقر عيادة "معن" شرق خان يونس.

وأشار إلى أن اللجنة عقدت اجتماعات مع مسؤولي الوكالة، منها اجتماع مع مدير عمليات "أونروا" ماتياس شمالي الثلاثاء الماضي الذي وعدهم بحل المشكلة بعد نتائج تفويض الوكالة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تم خلالها تمديد التفويض لثلاثة أعوام أخرى، فضلا عن صرف أموال الدول المانحة.

ولفت إلى أن مهندسي الوكالة زاروا خزاعة قبل خمسة أعوام وقيموا الأضرار بمبالغ متفاوتة حسب حجم الدمار، مبينا أن الوكالة قامت بالمماطلة والمراوغة والتسويف منذ تلك الفترة بهذا الملف.

من جانبه، أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن نحو 20% من المنازل المُدمرة كلياً بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 ما زالت لم تبن، ولم يتم الإيفاء بوعود المانحين ببنائها.

وقال الخضري في تصريح صحفي وصل صحيفة "فلسطين"، إن مؤتمر القاهرة الذي عقد برعاية مصرية ونرويجية عقب العدوان، أوفى المانحين فيه ببناء نحو 80% من بناء المنازل المُدمرة، في حين لم يلتزم باقي المانحين.

وشدد الخضري على أن إيفاء المانحين بتعهداتهم وبناء المنازل المدمرة التزام وواجب قانوني وأخلاقي وإنساني.

 

اخبار ذات صلة