شيّعت جماهير غفيرة من الضفة الغربية المحتلة، عصر اليوم، الحاج عبداللطيف عياش، والد "المهندس الأول" في كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد يحيى عياش بعد صراع طويل مع المرض، في قرية رافات قضاء سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وشارك المئات من مختلف مدن الضفة الغربية في تشييع جثمان عياش، الذي توفي مساء أمس، في مستشفى سلفيت الحكومي بعد أن كان أدخل إليه في رحلة علاجه الطويلة، إذ تدهورت حالته الصحية في الأشهر الأخيرة.
وأنطلق مواكب التشييع من مستشفى سلفيت الحكومي، باتجاه منزله في قرية رافات قضاء سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، لإلقاء نظرة الوداع عليهم، ومن ثم نقل جثمانه للمسجد الشهيد يحيي عياش في القرية، حيث أدى الآلاف صلاة العصر والجنازة عليهم.
وخرج موكب التشييع بعد انتهاء صلاة الجنازة بمشاركة حاشدة وكبيرة، يتقدمها قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وممثلين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.
مضايقات الاحتلال
وترحم الشيخ النائب أحمد الحاج علي، على عياش، مشيرًا إلى أن العائلة تهوى الجهاد والاستشهاد في سبيل الله عز وجل والحفاظ على القضية الوطنية الفلسطينية.
وقال الحاج علي في كلمة حركة حماس، من مقبرة القرية: "إن عياش أضاء طريق الجهاد ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي المتسمر في ممارسة جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني".
وذكر براء عياش نجل القائد المهندس يحيى عياش، أن جده عبد اللطيف، عانى من تضييقات الاحتلال منذ أكثر من 25 عامًا مع بداية مطاردة الشهيد عياش، الذي ثأر لمجزرة المسجد الإبراهيمي، وتسبب بقتل المئات من جنود الاحتلال ومستوطنيه.
وبين عياش لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال كان يتذرع بمنع جده المسن من الوصول إلى المستشفى بالأراضي المحتلة بحجة المنع الأمني، ولأنه والد الشهيد يحيي عياش، قائد مجموعات الاستشهاديين بكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
مسيرة عطاء
ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الحاج "عبد اللطيف عياش" والد الشهيد المهندس يحيى عياش، والذي وافته المنية مساء أمس بعد مسيرة حافلة بالعطاء للوطن والأمة.
وقالت الحركة في بيان صحفي: "إننا إذ ننعى الحاج عبد اللطيف، نستذكر الأثر الطيب الذي أهداه لفلسطين والأمة نجله المهندس الشهيد يحيى عياش، الذي افتتح خطا جهاديًا مباركًا دفاعًا عن شعبنا وحقوقه وردًا على جرائم الاحتلال بحق شعبنا في مجزرة المسجد الإبراهيمي.
وأضافت "لقد كان لعائلة المهندس وخاصة والده ووالدته وقفات عز أثناء مطاردته وعند استشهاده، وفي موكب الوداع المهيب الذي خرج ليودع المهندس في غزة الأبية التي احتضنت العياش من ساحات الجهاد في الضفة، فكان العياش وعائلته عنوانا للمقاومة في الضفة وغزة وشهدت كل فلسطين على صولاته وبطولاته".
وتقدمت الحركة، لعائلته وأهالي بلدته رافات بأحر التعازي وندعو الله أن يتقبل الحاج عبد اللطيف مع الشهداء والنبيين والصديقين، وأن يجمعه مع نجله الشهيد المهندس يحيى في جنان النعيم.
ويحيى عياش مهندس متفجرات أطلق عليه لقب "المهندس الأول"، وهو من أبرز قادة كتائب القسام، وطاردته "إسرائيل" لفترة طويلة وتنقل بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، ونجح في تشكيل خلايا عسكرية نفذت عمليات أوقعت قتلى وجرحى.
وقالت مصادر إسرائيلية، إن مجموع ما قُتله عياش و"تلاميذه" بلغ 76 إسرائيليًا، بالإضافة إلى جرح نحو 400.
وولد عياش الابن عام 1966، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية.
واغتالت سلطات الاحتلال عياش عام 1996 في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة بواسطة جهاز تلفون محمول مفخخ كان يجري مكالمات عبره مع عائلته.