شدد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس حسام بدران، على أن عقد الانتخابات الفلسطينية في القدس مطلب وطني جامع، وإجراءها في المدنية المحتلة خط أحمر لا يمكن تجاوزه و"هي أكثر إلحاحاً من السابق بعد القرارات الأمريكية".
وقال بدران خلال لقاء مع قناة الأقصى الفضائية مساء اليوم، في أعقاب طلب السلطة من الاحتلال الإسرائيلي السماح بإجراء الانتخابات في القدس، إنه "لا يمكن ربط مصير انتخاباتنا بموافقة رئيس حكومته بنيامين نتنياهو أو غيره".
وأضاف "دعونا نتفق في اللقاء الوطني الجامع المتفق على عقده بعد إصدار مرسوم الانتخابات كيف نجري الانتخابات في القدس؟"، مردفا "يمكن أن نخوض معركة حقيقية وميدانية من أجل إجراء الانتخابات هناك".
وتابع أنه لا يجوز لأيّ قيادة أن تمنّ على شعبها بأنها سوف تذهب إلى الانتخابات و"قد اتفقنا في القاهرة عام 2017 على تنظيم الانتخابات خلال عام 2018، وتركنا للأخ أبو مازن (رئيس السلطة محمود عباس) بموقعه وصفته أن يحدد هو تاريخ الانتخابات، وقدت مرّ ذلك العام دون إجرائها".
ولفت بدران إلى أنه عندما صدرت الدعوة للانتخابات تلقاها شعبنا بالأمل، ورأى فيها مخرجًا من الحالة السائدة، مبينًا أن حماس تعاملت بإيجابية كاملة مع ذلك، ولا تمن على شعبنا بالموافقة على الانتخابات.
وأكد أن حركة حماس أرسلت ردها مكتوبا إيجابيا لرئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، وقد عادت الكرة إلى ملعب عباس، وكلنا يتساءل الآن أين المرسوم؟ نأمل أن نرى جوابا قريبا ومباشرا.
ونبه إلى أن حماس رفضت الحوارات الثنائية، وعقدت لقاءات مع كل الفصائل والشخصيات المستقلة، وتوصلت إلى أجواء إيجابية داعمة لتنظيم الانتخابات، وتنازلت عن فكرة الانتخابات المتزامنة (رئاسية وتشريعية)، وتجاوزت كذلك عقد اللقاء الوطني قبل المرسوم.
وأشار إلى وجود موقف فلسطيني عام يريد ضمانات لحرية الانتخابات في الضفة الغربية المحتلة بشكل أساسي، وضمانات للاعتراف بنتائج الانتخابات، وإبعاد أي هيئة شُكلت في فترة الانقسام، وعلى رأسها المحكمة الدستورية التي شُكلت بشكل غير قانوني.
كما لفت إلى أنه لا يمكن لشعبنا أن يبقى في حالة انتظار لقرار شخص معين لكي يُعاد ترتيب منظمة التحرير.
الحريات في الضفة
ونوه بدران إلى أن أجهزة أمن السلطة تعتدي على الحريات في الضفة الغربية بشكل يومي وممنهج، وتستهدف كل ما هو معارض من أحزاب وشخصيات مستقلة، فيما تتعرض حركة حماس للضربات الكبرى من اعتقالات وإغلاق للمؤسسات.
وشدد على أنه "في حال أردنا انتخابات شفافة فإنه يجب أن يجري تغيير حقيقي وجذري في موضوع الحريات في الضفة، والتغيير يجب أن يكون كاملا"، مضيفا "يجب أن يعطى الفلسطيني الحرية الكاملة في التعبير عن رأيه والترشح والدعاية الانتخابية، وغير ذلك ستكون الانتخابات محل انتقاد ممن يتابعها أو يشارك فيها".
وأكد أن إتاحة الحريات في الضفة هو مطلب إجماع وطني فلسطيني، وليس مطلب حركة حماس فقط، ويجب أن تظهر من الآن علامات وبوادر تغيير لهذه الحالة في الضفة الغربية.
وعن علاقة حماس بالجهاد الإسلامي، قال بدران: إن علاقة حركته بالجهاد متينة وراسخة مبنية على رؤية واضحة، وليست علاقة عابرة، و"من ظن أنه يمكن التلاعب في علاقتنا فهو واهم، لأن القضية مبدئية وثابتة ومتراكمة وقديمة ومستمرة".
وذكر أن قيادة حماس التقت مؤخرا مع قيادات حركة الجهاد الإسلامي في غزة وبيروت والقاهرة، واتفقتا على تجاوز أي خلل يمكن أن يضر العلاقة، ووضع آليات لاستمرارها وتطورها على المستوى السياسي والميداني.
وأضاف "القضية الفلسطينية أكبر من كل الفصائل، لذلك نحتاج أن نصل إلى حالة توافق وطني فلسطيني لنمضي في تحقيق مطالب شعبنا وطموحاته"، مؤكدا أهمية دور كل الفصائل والتيارات السياسية أيا كانت أيديولوجيتها أو حجمها.
وبشأن مسيرات العودة وكسر الحصار، اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس، المسيرات، إنجازا وطنيا تتواجد فيه كل الفصائل الوطنية، يوازيها الإنجاز الكبير في تشكيل غرفة العمليات المشتركة، وهي غير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني.
وقال بدران: إننا نأمل أن ينتقل هذا التوافق إلى الجسم السياسي الذي يمثل كل الفلسطينيين، ولعل الانتخابات القادمة تكون أحد المخارج لتحقيق الوحدة.
وبيّن أنه جرى تهميش الشتات الفلسطيني منذ اتفاقية "أوسلو"، وأن حماس أكدت على إجراء انتخابات المجلس الوطني في كل الاتفاقات السابقة "حتى في الرد المكتوب أكدنا ضرورة إجراء انتخابات المجلس الوطني".
وأضاف "للأسف الذي يرفض إجراء هذه الانتخابات ليس نحن، ومن باب المرونة وافقنا على إجراء الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية ثم المجلس الوطني"، موضحا أن عباس هو الوحيد المخول بدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وقد آن الأوان لإصدار هذه الدعوة بشكل عاجل للحديث عن مآلات القضية الفلسطينية في ظل هذه التحديات.
كذب وافتراء
أما عن حديث نتنياهو عن هدنة طويلة وميناء عائم لغزة، أكد بدران أنه محض كذب وافتراء، وجزء من دعايته الانتخابية، حيث يريد أن ينجو بحزبه ونفسه من الضغوط التي يتعرض لها، بأن هناك حلولا لقضية غزة.
وأضاف أن المقاومة في غزة هي المسبب الأول لحالة الإرباك السياسي لدى الاحتلال، واضطراره لإجراء انتخابات ثلاث مرات متتالية في غضون عام لأول مرة منذ إنشاء الكيان المحتل.
وشدد على أن الاحتلال لجأ إلى الموافقة على تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة لأنه أيقن بفشل الحل العسكري، لافتا إلى أن "أوراق القوة التي أجبرته على الموافقة على التفاهمات ما زلنا نملكها، وكيفية إدارة هذا الصراع هو قرار وطني فلسطيني، وهناك تشاور دائم في هيئة إدارة مسيرات العودة".