عبر مواطنون عن غضبهم من الهجوم المتواصل الذي تشنه السلطة الفلسطينية وقيادتها وأجهزتها المخابراتية والإعلامية المختلفة على وجود المستشفى الميداني الدولي شمال في قطاع غزة، ورفضها حصول سكانه على حقهم في العلاج.
واعتبر المواطنون في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" معارضة السلطة لإنشاء هذا المستشفى الذي يعالج مرضى السرطان بشكل أساسي في قطاع غزة، بأنه يأتي ضمن المناكفة السياسية فقط، وتحقيق مصالح الحزب الواحد على حساب أبناء الشعب الفلسطيني.
ورفض هؤلاء استخدام السلطة الفلسطينية وقياداتها المخاوف الأمنية لدى المواطنين بسبب المستشفى، في حين تواصل هي التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي باستمرار بكل ما يحمل من مخاطر تحدق بقضيتنا الفلسطينية.
وكان رئيس السلطة محمود عباس صحر منتصف هذا الأسبوع أنه لن يسمح للمستشفى الميداني الدولي بالوجود في قطاع غزة، وهو ما يعد إصرارًا من قبله على استمرار الحصار على القطاع، ومنع أي فرص لأهله في إيجاد حلول لمشاكلهم الإنسانية.
وجاء بناء المستشفى في غزة، عبر الوسيط المصري الذي عرض فكرة إنشائه كجزء من إجراءات تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 13 عامًا.
المواطن حمود الحمامي، أكد أن السلطة الفلسطينية تريد خنق قطاع غزة وعدم السماح لهم في الخروج من الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من 12 عاماً بهدف تحقيق مصالح سياسية لها فقط.
وقال الحمامي: "السلطة استخدمت الأمن وروجت نظرية المؤامرة من وجود المستشفى، رغم أن مهمته هي إنسانية بحتة، ووزارة الداخلية في قطاع غزة تشرف على أمنها، من الداخل والخارج، وتعرف ما يدور بداخلها".
وأضاف الحمامي: "كذلك وزارة الصحة في غزة هي المسؤولة عن جميع الحالات التي ستعمل الطواقم الطبية الدولية على تقديم العلاج لها، فجميع المسؤولية الإدارية والأمنية ستكون في غزة، فلماذا كل هذه المزايدة".
كذلك، يرى الستيني أحمد الشيخ أن مهاجمة السلطة المتواصلة للمحاولات التي يبذلها سكان قطاع غزة بهدف تخفيف الحصار الخانق الذي يمرون به هو ضمن محاولاتها الهادفة إلى عدم حدوث أي انفراجه للقطاع.
وقال الشيخ: "السلطة أوقفت التحويلات الطبية منذ فترة أمام مرضى قطاع غزة، ومنعت إيصال الأدوية العلاجية للمستشفيات، وهو ما تسبب بوفاة عدد من المرضى، والآن لا تريد لمشروع إنساني تقديم خدماته العلاجية لأهل غزة".
وعبر الشيخ عن رفضه لتلويح السلطة بتخوين أهالي غزة بسبب المستشفى الدولي، في مقابل ممارستها للتنسيق الأمني، وتقديم معلومات أمنية عن مقاومين في الضفة الغربية، والمساهمة في إحباط عمليات فدائية.
ورأى المواطن حمزة أبو عودة أن المستشفى الأمريكي سيعمل على تخفيف مشكلة كبيرة تواجه المرضى في القطاع وأهاليهم غير القادرين على السفر للخارج أمام الظروف الأمنية، أو بسبب إجراءات السلطة.
وأوضح أبو عودة أن حديث قادة السلطة المعارض لوجود المستشفى يدلل أن السلطة تصر على استمرار سكان قطاع غزة تحت الحصار والفقر والمرض، مع عدم تقديمها أي مبادرات إنسانية للتخفيف من المعاناة التي يواجها المرضى.
وأضاف: "لو ترى السلطة أن المستشفى خطر على الأمن فمن باب أولى أن تنهي الأزمة الإنسانية التي يمر بها سكان قطاع غزة، وترفع إجراءاتها العقابية على القطاع".