قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية إن الحركة قدمت مرونة عالية من أجل إزالة كل العقبات أمام إجراء الانتخابات، وإنها لا تتفهم التلكؤ والتردد والتأخر في إصدار الرئيس عباس لمرسوم إجراء الانتخابات.
وقال الحية في لقاء تلفزيوني أجراه من اسطنبول مع قناة الأقصى اليوم الأربعاء إن حركة حماس تعتبر الانتخابات رافعة للمشروع الوطني في وجه التحديات، ويمكنها أن تبدد حالة الانقسام، وتشكل بوابة للتوحد في وجه التحديات الصهيونية والأمريكية.
وأوضح الحية أن فد الحركة برئاسة هنية ناقش مع الإخوة في مصر الدور المصري في اجتراح المعادلات لدعم الشعب الفلسطيني، وتحدث عن تفاهمات كسر الحصار، ومدى التزام الاحتلال بها، وخاصة كف يد الاحتلال عن إطلاق الرصاص على المدنيين المشاركين في مسيرات العودة.
وشكر الحية جهود جمهورية مصر العربية في إزالة العقبات أمام زيارة هنية للدول العربية والإسلامية ليحشد الدعم السياسي والمعنوي والمادي لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وكشف الحية عن إجراء ترتيبات لزيارة وفد الحركة برئاسة هنية إلى بعض الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا حرص الحركة على زيارة كل الدول التي يمكن أن تدعم شعبنا ومقاومتنا.
وأكد الحية أن هنية يمارس صلاحياته كاملة في رئاسة الحركة ومكاتبها أيًا كان موقعه، سواء أكان في غزة، أم في أي موقع تقع فيه أقدامه.
وأفاد الحية أن حركة حماس ستشارك بوفد رفيع المستوى مكون من أعضاء المكتب السياسي في مؤتمر كوالالمبور، مرجحًا عدم مشاركة هنية في المؤتمر لانشغاله بمواعيد أخرى.
وبين الحية أن اللقاء الذي جرى بين هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، سادت أجواءه الإخوة، وقد تحدثا مطولًا عن تطوير العلاقة بين الحركتين، وسبل تطوير مسيرات العودة، والغرفة المشتركة.
وأضاف الحية أننا نطمئن محبي المقاومة أن العلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي راسخة وثابتة وتعمقت أكثر وأكثر، وقد اجتمعنا معًا داخل غزة وخارجها، وإن شاء الله تتقدم علاقتنا إلى الأمام.
وقال الحية إنه سعيد بزيارة معظم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مؤكدًا أنها بحاجة لجهود فلسطينية رسمية، تمد يد العون لتخفيف المعاناة.
وطالب كل الدول العربية والإسلامية والأحرار في العالم بمد يد العون لأهالي المخيمات الفلسطينية بلبنان، مؤكدًا أن الفلسطيني يريد أن يعيش بكرامة حتى عودته إلى بلاده.
هدنة طويلة الأمد
وأشار الحية إلى أن بعض الجهات الفلسطينية وغير الفلسطينية تصر على تزييف الحقائق، والإساءة للمقاومة الفلسطينية بطرق متعددة، مجددًا التأكيد أن كل الأخبار التي تحدثت عن هدنة طويلة الأمد هي عارية عن الصحة.
ونوه الحية بأن إثارة هذا الموضوع هو محاولة للإساءة للمقاومة، مشيرًا إلى أن نتنياهو اعتاد الكذب على شعبه في إطار صراعه الانتخابي.
وأكد أن حركة حماس عوّدت الفصائل الفلسطينية على الشفافية والشراكة، قائلا: نحن لا نخفي أيًا من حواراتنا مع الأطراف كافة، ونعرضها على الكل الوطني، إذا طرحت علينا أي قضية ستكون الفصائل أول من يعلم منا؛ وسنناقشها معًا.
وحول إعلان وزير الخارجية الأمريكي عن شرعية الاستيطان، قال الحية إن هذا الإعلان هو نهاية طبيعية لخيبة أوسلو ومسارها الذي يشبه السراب.
وأكد الحية أن الإدارة الأمريكية بقراراتها خارجة عن القانون الدولي، تثبت أنها الأكثر انحيازًا للاحتلال الإسرائيلي، وأنها تقول للعالم إنه لا مقام للضعفاء، لذلك يجب أن نتحلى بكل عوامل القوة لمواجهة الصلف الأمريكي.
وتساءل الحية، ماذا بقي من الدولة الفلسطينية التي قيل عنها في أوسلو!، وقد زاد الاستيطان من يومها بنسبة 600%، ونوه بأن السلطة عندما قبلت بمبدأ تبادل الأراضي هي قبلت فعليًا ببقاء الاستيطان.
وأضاف الحية: ليقل نتنياهو وبومبيو وترامب ما يشاؤون، نحن أصحاب الحق، وقادرون على رسم معادلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، فهل من آذان صاغية لتدارك هذا الوضع، أم أنهم ما زالوا يعيشون في وهم!
وحول تهديدات الاحتلال بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة قال الحية إن العدوان لن يكون نزهة في غزة ، وسندافع عن شعبنا بكل بسالة وقوة.
وأكد الحية أننا لا نتمنى المواجهة العسكرية، لكننا نقول بكل اطمئنان إننا قادرون على الدفاع عن شعبنا، ولن نكون لقمة سائغة لا لنتنياهو ولا لغيره، مشيرًا إلى أن قادة الاحتلال يعرفون ثمن الاقتراب من غزة.
وطالب الحية الأمة العربية والإسلامية بتقديم دعم حقيقي سياسي ومعنوي ومادي للقضية الفلسطينية، مطالبًا بأن يوقفوا كل مسارات التطبيع مع الاحتلال، وأن يغلقوا مطاراتهم وأجواءهم أمام الاحتلال.