فلسطين أون لاين

تقرير المنخفض الجوي يكشف عورة البنى التحتية في المخيمات الفلسطينية بلبنان

...
صورة أرشيفية
بيروت-غزة/ أحمد المصري:

تُعمق المنخفضات الجوية على عتبة كل شتاء من حالة السخط والبؤس لدى أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان، بما تكشفه من عورة البنى التحتية لمخيماتهم واهترائها، وغياب الاهتمام المسؤول لها على مر السنين.

واستيقظ اللاجئون الفلسطينيون على أصوات الرعد وزخات المطر، خلال اليومين الماضيين، والتي سرعان ما أغرقت الشوارع، وبعض المنازل، بدءا من الشمال اللبناني ووصولًا إلى مخيمات الجنوب، مسببة أضرارا مادية.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر غرق بعض الأزقة والشوارع في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة في العاصمة بيروت، فيما أظهرت المقاطع المتداولة دخول المياه إلى عدد من المحلات والمنازل الخاصة باللاجئين.

وفي مخيم البص تصدعت وسقطت بعض أسقف منازل المخيم، بسبب غزارة الأمطار في المخيم، وما يصحبها من عواصف ورياح، كما كان الحال مشابها في مخيم عين الحلوة.

ولم تقتصر الأزمة على غرق الشوارع ودخول المياه للبيوت أو سقوط وتصدع سقوفها، بل كشف المنخفض كما كل عام اهتراء شبكات الكهرباء، حيث الأسلاك الممدودة بشكل عشوائي والقريبة من رؤوس المارة التي تتهاوى مع هبوب الرياح، ما دفع ناشطون لنشر بعض المقاطع الإرشادية التي تدعو لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من الإصابة بالصعقات الكهربائية، التي قتلت خلال الفترات الماضية 8 لاجئين فلسطينيين.

ووصف عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، مشهور عبد العليم، آثار ما حدث للمنخفض الجوي على المخيمات الفلسطينية بـ"الكارثة".

وأفاد عبد العليم لـ"فلسطين"، بأنّ الأمطار الغزيرة المتساقطة، شكلت السيول وجرفت الكثير من الأماكن المنخفضة، واقتحمت البيوت والمحال التجارية والشوارع، في مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وسط بيروت ما ألحق أضرارا في الممتلكات.

وأشار إلى أن الطرق الضيقة في المخيمات، والبنى التحتية القديمة والمتهالكة، لم تستوعب تصريف مياه الأمطار الغزير، مما عمل على تجميع المياه، وتراكمها، ومن ثم غمرها للبيوت التي وصل منسوب المياه في بعضها إلى حد المتر.

ونبه عبد العليم إلى أن مياه الأمطار غالبا ما كانت تنحدر من المناطق المرتفعة لداخل المخيمات، ما ألحق أضرارا كبيرة في الممتلكات، مضيفاً "المنخفض كشف عن تعطل البنى التحتية، وألحق نكبة فوق نكبة اللاجئين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها".

وقال إنه لا يُسمح بإنشاء بنى تحتية جديدة في المخيمات، ويجري غالبا الترميم على ما هو موجود، بحيث يبقى لا يستوعب كميات كبيرة من الأمطار، مشددا على أن الأونروا، تتحمل المسؤولية بشكل أساسي عما جرى، وأن عليها إيجاد طريقة لحل هذه المشكلة التي تتكرر في كل شتاء.

وكشف عبد العليم عن مساعٍ فلسطينية للضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للقيام بحل مشكلة المصارف الخاصة بمياه الأمطار والصرف الصحي في المخيمات، والعمل على تأمين الناس في مساكنهم.

وقال مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" د. محمود الحنفي: إن جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان، لا تتوافر فيها أدنى المقومات التي لا تستوعب أي تغير مناخي كما حصل في المنخفض الجوي الأخير.

وأشار الحنفي لـ"فلسطين" إلى أن غياب البنى التحتية الصالحة، والأبنية الهشة، التي لا تقوم على أساسات سليمة، وتراكم المشاكل، وتعطل عملية إصلاحها، يساهم كل مرة في غرق المخيمات وزيادة حالة بؤس وسخط من يقطن فيها.