قائمة الموقع

الاحتلال يحاول تجميل صورته بنبش عملياته القديمة

2019-12-09T09:34:00+02:00

بعد سنوات طويلة من تنفيذه عمليات اغتيال ضد قادة المقاومة الفلسطينية، عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي لنشر بعض من تفاصيل عملياته عبر مقاطع فيديو، وبث شهادات مع قادته الأمنيين، لتحقيق أهداف دعائية، والتغطية على الفشل الكبير الذي مُني به في خان يونس خلال عملية حد السيف.

وأطلقت المنظومة الأمنية الإسرائيلية سلسلة من الحلقات المصورة التي تشمل ملفات اغتيال لعدد من قادة المقاومة الفلسطينية، عبر القنوات العبرية، وذلك في محاولة لترويجها بين الجمهور الإسرائيلي، بعد الإخفاقات الأخيرة في قطاع غزة.

وكانت آخر تلك الحلقات ما عرضته القناة 13 العبرية، حول عملية اغتيال الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية خليل الوزير "أبو جهاد" في السادس عشر من نيسان عام 1988 وهي عملية تعتبر إحدى أكبر عمليات الاغتيال التي نفذتها (إسرائيل).

وسبق عرض مشاهد من اغتيال أبو جهاد، وهي تفاصيل تعرض لأول مرة حول اغتيال القائد في كتائب القسام يحيى عياش عام 1995 في قطاع غزة عبر هاتف خلوي كان يستخدمه خلال اتصاله مع والده.

المحلل السياسي والباحث في الشأن الإسرائيلي عامر خليل، يرى أن الاحتلال يهدف من وراء النبش عن عملياته القديمة، إلى إحداث توازن بعد الفشل الأخير الذي مني به في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ويقول خليل في حديثه لـ"فلسطين": "الإعلام الإسرائيلي بمختلف أشكاله بات منشغلاً بشكل واسع هذه الأيام في نشر وبث عمليات الاغتيال السابقة لقادة المقاومة، من خلال 6 حلقات متتالية هدفها إعطاء إشارة طمأنة للجمهور الإسرائيلي الداخلي، بأنه يستطيع أن يفعل أي شيء أمام المقاومة".

ويضيف خليل: "المشاهد الأخيرة التي يتم بثها جاءت لترمم صورة المنظومة الأمنية الإسرائيلية بعد سقوطها المدوي في خان يونس حين كشفت كتائب القسام قوة خاصة أمنية وقتلت قائدها وجرحت نائبه، وسيطرت على جميع معداتها الخاصة".

ويقلل خليل من نجاح هذه الحلقات في التأثير المعنوي على الجمهور الإسرائيلي، الذي بدأ يخرج إلى الشارع ويتظاهر ضد الأجهزة الأمنية في ظل فقدان حالة الاستقرار الموجودة في مستوطنات غلاف غزة.

ويوضح أن المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك منظومة أمنية كبيرة ومؤثرة، وهو ما جعل قادة الاحتلال تستحضر بعض هذه المشاهد، بهدف ترك رسالة بأن لديه القوة في وقف التدهور الأمني في العمل الإسرائيلي.

حالة تعتيم

فيما يرى المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد، أن الأسباب التي تريد سلطات الاحتلال تحقيقها من وراء كشف بعض تفاصيل عمليات الاغتيال القديمة ضد قادة المقاومة هدفها إعادة ثقة جيش الاحتلال بوحدة "سيرت ميتكال" والجيش بشكل عام، بعد إخفاقها في قطاع غزة.

ويقول مقداد في حديثه لـ"فلسطين": "وحدة سيرت ميتكال تابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية وتعد من أهم دوائرها، ونفذت عملية اغتيال أبو جهاد في تونس، ولأول مرة تفشل القوة بشكل ذريع حين تم كشفها في خان يونس".

ويوضح أن الجمهور الاسرائيلي رغم حالة التعتيم التي فرضتها سلطات الاحتلال على طبيعة المعلومات حول مهمة القوة الخاصة في خان يونس، ورغم تجميل الموقف من خلال عرض صور لإخلاء الجنود، إلا أنه فقد الثقة بشكل كبير في قدرة الجيش على المواجهة.

ويلفت مقداد إلى أن الاحتلال يعمل على محاولة ترميم صورته من خلال بعض "الانجازات" السابقة، عبر بث سلسلة حلقات في القنوات الـ13، لتعزيز القدرة الإسرائيلية.

اخبار ذات صلة