فلسطين أون لاين

الرياضة تجنبك "جنف" عمودك الفقري

...
أسماء صرصور

في بعض الأحيان نسمع أن العمود الفقري لهذا الإنسان منحنٍ، ماذا يعني ذلك؟، وما أسبابه، وما أعراضه؟، وهل من علاج؟

وجنف العمود الفقري هو انحناء أو تقوس يصيبه نحو طرف من طرفي الجسم، الأيمن أو الأيسر، وفق إفادة اختصاصي العلاج الطبيعي د. إبراهيم السيد.

ويقول السيد في حديث إلى صحيفة "فلسطين": "عند النظر إلى أي شخص مصاب به من الأمام أو من الخلف يكون واضحًا أن العمود الفقري أو الظهر ينحني إلى أحد الجانبين، الأيمن أو الأيسر أو كليهما، بمعنى أن العمود الفقري من أعلى في اتجاه ومن أسفل في اتجاه آخر".

ويلفت اختصاصي العلاج الطبيعي إلى أن هذه المشكلة تصيب كلا النوعين: الذكر والأنثى، في أيٍّ من المراحل العمرية، لكن أكثر الفئات إصابة به هي فئة المراهقين، في سن 10 – 15 عامًا.

وبالحديث عن أعراض الجنف –يقول- إنه يكون واضحًا وجود تقوس في شكل جذع الجسم، ويكون لديه عدم تساوٍ في ارتفاع الكتفين، ومن الممكن أن يكون لديه بروز في إحدى لوحتي الكتفين، كذلك خط وسط الحوض أو منطقة الحزام.

ويتابع: "لو نظرنا إلى الشخص وهو واقف يكون واضحًا أن لديه ميلان لأحد الجانبين، وفي بعض الحالات يترافق مع هذا الأمر بروز في عظام القفص الصدري"، مبينًا أن الأسباب غالبًا غير معروفة، لكن يمكن تقسيم الجنف إلى قسمين، وعندها يمكن معرفة الأسباب.

ويلفت السيد إلى أن القسم الأول: هو الصنف غير البنيوي، وهو الذي لا يولد مع الإنسان، لكن يكون نتيجة سلوكيات وتصرفات خطأ يقوم بها هذا الشخص، فعلى سبيل المثال من يعاني بعض الآلام في الظهر نجد أنه يميل لأحد الجانبين، فإذا استمر هذا الأمر معه أشهرًا نجد أن المنطقة التي يميل إليها أصبح فيها تقوس، وفي المقابل، العضلات على الجهة الأخرى ارتخت أكثر.

كذلك من الناس –كما يوضح- من يعاني آلامًا في العضلات، نجده يميل إلى جانبها ليضغط عليها ويخفف الآلام، وهذا خطأ، وحمل الحقائب على أحد الطرفين دون الآخر، فالشخص الذي يحمل الحقيبة على الجانب الأيمن يوميًّا، سيصبح لديه ميلان للجانب الأيمن، والعكس صحيح.

كذلك من يعاني مشاكل في الزائدة الدودية إذا استمر الأمر يصبح عنده تقوس في الجانب الأيمن، وهو ما ينبه إليه اختصاصي العلاج الطبيعي.

الصنف البنيوي

أما القسم الثاني فهو الصنف البنيوي، وهذا يولد مع الإنسان، وموجود في خلقته، وهو ناتج عن تشوهات خلقية أو وضع الجنين في الرحم، أو بسبب أمراض ضمور العضلات، أو حالات الشلل الدماغي، أو اختلاف في طول الرجلين.

ويلفت إلى أنه قد تحدث مضاعفات، منها: آلام وأوجاع في الظهر، وأن يحدث خلل في الأعضاء الداخلية، تحديدًا في الأعضاء داخل الصدر، خاصة الرئتين، فالتقوس في الظهر من الخلف قد يضغط الرئتين ويسبب اعتلالًا في عملها.

ويوضح السيد أن تشخصيه سهل، فمن الممكن أن يرى الجنف بالعين المجردة، وللتحقق من المشكلة وتحديد النسبة بدقة تجرى له صورة أشعة عادية.

وينتقل إلى الحديث عن العلاج لهذه الحالات: فالنوع البنيوي يحتاج إلى علاج الأمراض نفسها، وغالبًا يكون ذلك بالتدخل الجراحي، أما النوع غير البنيوي (الوظيفي) فمن الممكن أن يتحسن تدريجًا إذا عدل الشخص من سلوكه، بممارسة تمارين منطقة الظهر بديمومة واستمرار لتخفف هذه الآلام، والتوقف عن ممارسة الوظائف التي تسبب المشكلة، وعلاج الأمراض المسببة للانحناءات مثل آلام أسفل الظهر.

ويشير اختصاصي العلاج الطبيعي إلى أنه توصف سترة خاصة للمصابين بهذه المشكلة، تعمل على تقويم استقامة العمود الفقري.

ويقدم نصائح سريعة لمن لديهم بداية إصابة أو هم أسوياء، فينصحهم بممارسة الرياضة بانتظام واستمرار، وبالأخص رياضة السباحة، ورفع الأوزان أو الحقائب بحد معقول، وارتداء الحقائب على الكتفين، والنوم على فراش معتدل لا يكون مقوسًا.

ويوصي بتمارين سريعة لمنع حدوث الجنف أو تطوره، بقوله: "يجلس المريض على ركبتيه وكفيْه ويحدث تقوسًا في ظهره، كأن يكون ظهره أحدب، ويعد إلى الخمسة، ويكررها يوميًّا 20 مرة، وسيحصل على نتائج جيدة".

والتمرين الثاني: الجلسة ذاتها –كما يبين السيد- ولكن تمرين آخر، أن يمد يده اليمنى ورجله اليسرى ويعد إلى الخمسة ثم يرخي، ويبدل فتصبح اليد اليسرى مع الرجل اليمنى، وهذا يعمل على تقوية العضلات حول العمود الفقري وتعديل تقوس العمود أو منع حدوثه.