قائمة الموقع

عصابات "تدفيع الثمن".. إرهاب مُنظَّم للمستوطنين والفلسطيني بنك أهدافهم

2019-12-05T11:54:00+02:00
صورة أرشيفية

أصبح تزايد جرائم عصابات "تدفيع الثمن"، الذراع الضارب لقطعان المستوطنين، في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، كابوسا يؤرق المواطنين؛ كونهم بنك أهدافها.

فمنذ بداية العام الجاري ذكرت مصادر فلسطينية أن وتيرة الأعمال الإرهابية التي نفذتها عصابات "تدفيع الثمن" زادت بنسبة 71% عن العام الماضي، في زيادةٍ مرعبة طالت معظم المناطق، ولم يسلم منها الحجر والشجر والبشر.

في بلدة جلجولية بالمثلث الجنوبي داخل الأراضي المحتلة عام 1948، أقدم أفراد عصابات "تدفيع الثمن" على عطبِ عجلات أكثر من 84 مركبة للمواطنين دفعة واحدة، ما أدى إلى حالة غليان في البلدة، في حين لم تحرك شرطة الاحتلال ساكناً سوى فتح محضر روتيني، كما أفاد المجلس المحلي للبلدة.

أما في شمال الضفة الغربية المحتلة، فأكثر من 44 بلدة وقرية كانت مسرحاً لعمليات عصابات "تدفيع الثمن"، حيث طالت وتيرة الأعمال الإرهابية المنازل والمركبات والأشجار، ففي قرية عورتا  نفذ المستوطنون عمليات تخريب جماعية لمركبات المواطنين، وكذلك في قرى سلفيت.

رئيس بلدية قراوة بني حسان، سامر ريان، يقول إن الأعمال الإرهابية للمستوطنين زادت في البلدة بصورة واضحة، ففي أقل من أسبوع تم عطب إطارات سيارات وحرق بركس للأغنام، بصورة أكبر من السابق، عاداً تسجيل هذه الجرائم في مدة قصيرة يدلل على مخطط معد مسبقا، وأنه يتم التخطيط جيدا لتنفيذ هذه العمليات الإرهابية.

وأوضح ريان لصحيفة "فلسطين"، أن المستوطنين حرقوا بركسا وقت صلاة الجمعة، في حين تتسللوا لتنفيذ جرائم أخرى من مداخل فرعية حتى لا يكتشف أمرهم وتتم مطاردتهم، و"عند إبلاغنا عن جرائمهم الانتقامية لشرطة الاحتلال كان موقفها توثيق ذلك ضد مجهول".

وأفاد رئيس مجلس محلي قرية عورتا، سمير سعد، بأن هناك اعتداءات للمستوطنين في القرية والمناطق المجاورة بشكل شبه يومي، مشيرا إلى مجاورة مدخل القرية مدخل مستوطنة "إيتمار"، وهنا تكمن الخطورة، فهم يتحركون بحماية جيش الاحتلال، في حين الفلسطيني ملاحق من الجيش والمستوطنين معا.

مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، تحدث عن جرائم عصابات "تدفيع الثمن"، قائلا: "هناك دولة المستوطنات تضغط على دولة الاحتلال، فلا يوجد رادع ولا قانون يمنع هذه العصابات من تنفيذ أعمالها الإرهابية، وهذا عبارة عن ضوء أخضر لهم للاستمرار في عمليات التنكيل".

أما المتضرر جبريل زيادة من قرية مادما قضاء نابلس، فيقول إن المستوطنون يعيشون في فترة ذهبية، موضحا أن حكومة الاحتلال تمنحهم كل التسهيلات، وفي المقابل يدفع الفلسطيني الثمن على مرأى ومسمع جيش الاحتلال الذي يدعي أنه يحافظ على القانون وحماية الممتلكات، وهو يزور الحقائق على الأرض.

بدوره أكد المختص بشؤون الاستيطان محمد زيد، أن عصابات "تدفيع الثمن" عند تنفيذ جرائمها يكون لها رسائل، منها حرمان الفلسطيني من الشعور بالأمن والأمان، وإبقاء الخوف والأرق ساكنا في قلبه، وحمل رائحة الموت له بخط شعارات عنصرية على الجدران والممتلكات المستهدفة؛ لإجباره على الرحيل.

اخبار ذات صلة