فلسطين أون لاين

تقرير (إسرائيل) تُحارب النشطاء وممثلي المنظمات الدولية خشية كشفهم جرائمها

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد مختصان بحركة مقاطعة (إسرائيل) أن الأخيرة تعدّ النشطاء الدوليين وممثلي المنظمات الحقوقية خطراً إستراتيجياً عليها؛ كونهم يكشفون جرائمها التي تحاول إخفاءها عن العالم، مشيرين إلى أنها تبذل جهوداً واسعة النطاق لمحاربتهم.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قالت إن سلطات الاحتلال قررت منع دخول الدبلوماسيين الماليزيين إلى الضفة الغربية المحتلة، بعد سلسلة تصريحات داعمة لفلسطين أعلنها رئيس الوزراء الماليزي.

وبين منسق الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية خالد منصور أن الاحتلال الإسرائيلي يعد النشطاء الدوليين المناصرين للقضية الفلسطينية خطرا إستراتيجيا عليه، وسبق أنْ منع المتضامنين من كل العالم من الوصول إلى مطار اللد بفلسطين المحتلة عام 1948، وعمم أسماءهم في المطارات الأوروبية لمنعهم من دخولها.

وقال منصور في حديث لصحيفة "فلسطين"، إن النشطاء يأتون إلى الضفة الغربية وينشرون ما يشاهدونه من جرائم إسرائيلية في وسائل الإعلام، خاصة تلك التي يرتكبها الاحتلال على الحواجز، وتكريس الاستيطان وهدم البيوت، لذلك قرر مواجهة هؤلاء النشطاء بكل الأشكال، ومنها "تحريك اللوبيات الصهيونية؛ لتؤثر على صناع القرار في دولهم لكبح جماحهم".

معاداة السامية

ففي فرنسا التي كان يجري الدفع فيها باتجاه عد "الصهيونية" حركة عنصرية حولت اللوبيات الصهيونية الأمر لاتجاه معاكس لمحاولة عد حركة مقاطعة (إسرائيل) "معادية للسامية"، وفق منصور.

ولفت إلى أن (إسرائيل) تستنجد بـ"اللوبيات الصهيونية" في أوروبا لسن قوانين تجرم المتضامنين مع الفلسطينيين، لكنها تصطدم بكون ذلك منافياً لحقوق الإنسان والحريات في العالم وقوانين التراث الإنساني لتلك الدول.

وأشار إلى أن دولة ماليزيا مناصرة للحق الفلسطيني وهي تصوت إلى جانبه في كل المحافل الدولية، في حين علاقتها سيئة بـ(إسرائيل) التي منعت المسؤولين الماليزيين من دخول الأراضي المحتلة؛ كونها تعدهم خطرا سيعري سياساتها في بلادهم والعالم، ويظهرون وجهها الحقيقي البشع.

ونبه منصور إلى أن المسؤولين الماليزيين ليسوا أول مَن منعهم الاحتلال من دخول الأراضي المحتلة، فقد لاحق أيضا قبل قرابة الشهر نحو 150 ناشطاً قدِموا للضفة، وشاركوا بنشاطات ضد الاستيطان في الأغوار، واعتقل 14 شخصا منهم، واحتجز جوازات سفر البقية، ورحّلهم فوراً عبر الطائرات إلى بلادهم.

وعد أن (إسرائيل) لم تكن لتجرؤ على اتخاذ مثل تلك الخطوات لولا وجود الانحياز الأمريكي والدعم العربي الرسمي، موضحا أنها معزولة على المستوى الشعبي في معظم دول العالم، لكنها بموجب الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصل هجومها وانتهاكها لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.

ونبه إلى طرد (إسرائيل) ممثل منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمر شاكر، حيث عدت منظمته التي تدعو للالتزام بالقوانين الدولية معاديةً لها، و"هو أمر سينعكس سلباً عليها، حيث سيعرف العالم أنها ليست عدواً للفلسطينيين فقط، بل للسلم والأمن العالميين".

تدحرج

في حين أكد عضو اللجنة الوطنية لمقاطعة (إسرائيل) "BDS"، مازن قمصية، أن إجراءات الاحتلال بحق النشطاء وممثلي المنظمات الدولية في الضفة الغربية تمثل تدحرجاً باتجاه إغلاق كامل للضفة مثلما هو قائم في غزة من حصار مستمر منذ 13 عاما، وربما أسوأ.

وقال قمصية لـ"فلسطين"، إن (إسرائيل) كنظام فصل عنصري تستهدف أي شيء له علاقة بالشعب الفلسطيني الأصلي في أرضه، وتوظف كل قدراتها لتستمر باحتلالها، ومن ضمن ذلك مجابهة أي حركات تحاول فضحها.

وأضاف أن من ذلك استهداف الصحافة والنشطاء وكل ما يمكن أن يمثل ضغطاً أجنبياً عليها وينشر جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، فهذا الاستهداف يمثل إستراتيجية إسرائيلية.

وأشار إلى أن كل شيء يقوم به المتضامنون الأجانب أو الصحافة لكشف جرائم (إسرائيل)، يعد أمراً غير مرغوب فيه ويجب محاربته، بل هو جزء من "الإرهاب" الذي هو بالنسبة لها كل شيء يقوم به الشعب الفلسطيني والمتضامنون معه والصحافيون ومنظمات حقوق الإنسان.

وأضاف أن الاحتلال يدرك أن العالم يتجه لكشف جرائمه والضغط عليه لتحقيق حقوق الإنسان "ما يوجب علينا الاستمرار في جهودنا لكشف جرائمه ودعم أي متضامن مع قضيتنا العادلة في العالم، مشيراً إلى أن استهداف ممثل "هيومن رايتس ووتش" يأتي في إطار محاربة جهود المنظمة المؤيدة لحقوق الإنسان.