تُعد الدهون الثلاثية من المركبات العضوية التي تشكل معظم دهون الجسم ومصدر كبير لتخزين الطاقة، إلا أن ارتفاعها قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول في الدم، إضافة إلى زيادة الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
ولمنع حدوث ذلك بطريقة طبيعية يمكن استخدام العديد من الأعشاب الطبيعية التي تسهم بشكل كبير في التخفيف من الدهون الثلاثية وجعلها في المعدل الطبيعي للجسم وبالتالي التخفيف من إمكانية الإصابة بالأمراض السابقة.
خبير الأعشاب الطبيعية شحدة العالول يوضح أن الدهون الثلاثية هي مركب عضوي, يتألف من الغليسيريد مع ثلاث مجموعات من الحمض الدهني, وتشكل معظم دهون الجسم ومصدر كبير لتخزين الطاقة.
ويبين في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن الدهون الثلاثية تتحرك عبر الدم, وتخزن في الخلايا الدهنية, وتبقى منها نسبة قليلة فقط في تيار الدم, وحتى لو كثرت في الدم لا يؤدي ذلك لتصلب الشرايين إلا في وجود الكولسترول الضار.
ويقول العالول: "الهرمونات تنظم عملية إعادة إطلاق هذه الدهون لاستخدامها بين الوجبات والتي تكون نسبتها في الوضع الطبيعي أقل من 150 ملغرام لكل ديسيلتر، أما المستوى المرتفع فيكون من 200 – 499 ملغرام لكل ديسيلتر، والمستوى المرتفع جدًا يكون أكثر من 500 ملغرام لكل ديسيلتر".
ويوضح أن الدهون الثلاثية تتكون في الجسم عن طريق تناول الطعام المحتوي عليها, فجميع الدهون النباتية كزيت الزيتون والذرة أو الحيوانية تحتوي عليها.
لكن تعد الدهون الثلاثية الحيوانية أخطر بطبيعة تركيبها المختلفة، وفق العالول.
ويبين العالول أن جسم الإنسان يصنعها حيث تؤدي النشويات والسكريات دورًا مهمًا في تصنيع الدهون الثلاثية في الجسم, إذ تتحول النشويات إلى دهون, وخصوصًا عند الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من النشويات ولا يقومون بأي مجهود بدني أو نشاط حركي.
ويفيد بأنه لا يوجد أعراض للإصابة بالدهون الثلاثية ولكن تكتشف بعد إجراء التحاليل الطبية الدورية أو الطارئة للدم، بيد أن هناك مؤشرات يمكن ملاحظتها للمرض يمكن ملاحظتها.
ويذكر من هذه المؤشرات ارتفاع ضغط الدم، تجمع الدهون حول الخاصرة، ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، إضافة إلى الإصابة بتصلب الشرايين بسبب وجود اختلال بين الكولسترول الضار والجيد.
ويرجع العالول أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية في الجسم إلى الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، تناول أغذية مليئة بالسعرات الحرارية والتي تفوق قدرة الجسم على حرقها، الكسل وقلة النشاط البدني، التدخين الإيجابي والتدخين السلبي.
ويتابع: "الإصابة ببعض الأمراض مثل اضطراب الغدة الدرقية, التهابات الكلى والفشل الكلوي والسكري والإهمال في معالجته, وزلال البول, ونقص الهرمونات الأخرى كهرمون الذكورة وهرمون النمو كلها أسباب تزيد من احتمالية الإصابة بالدهون الثلاثية".
وينبه العالول إلى وجود بعض الأطعمة التي تزيد معدل الدهون الثلاثية مثل: السكر الأبيض, عصائر الفواكه المصنعة, الفواكه المجففة لاحتوائها على نسبة عالية من السكر، الدهون الحيوانية والنباتية، الأطعمة الجاهزة والمقليات، المشروبات الغازية، الحلويات، المعجنات والشوكولاتة بالإضافة إلى الدقيق الأبيض.
علاج طبيعي
ولمعالجة الجسم من الدهون الثلاثية يجب اتباع عدد من الخطوات من بينها الاعتماد على ضبط النظام الغذائي من خلال الابتعاد عن كل الأطعمة التي تزيد من معدل الدهون الثلاثية، وتناول الفواكه كما هي قضمًا والابتعاد عن العصائر وذلك لتحقيق الاستفادة الكبرى.
ويؤكد العالول ضرورة الاهتمام بالخضراوات ذات الألياف وخصوصًا الملفوف, الجزر, نخالة القمح, اللفت، الزهرة، الملوخية، السبانخ، الخبيزة، البصل، الثوم، الكوسا، البامية، البندورة، الخيار والجرجير، مشيرًا إلى أهمية استبدال اللحوم الحمراء بالأسماك وصدر الدجاج.
ويشدد على أهمية ممارسة الرياضة البدنية والنفسية المناسبة للسن، الابتعاد عن التوتر العصبي وتناول بعض المكملات الغذائية والأعشاب الطبيعية، لافتًا إلى ضرورة إجراء تحاليل الدهون كل ثلاثة شهور وبشكل دوري.
أما فيما يتعلق بمعالجة الدهون الثلاثية بالأعشاب، فيقول العالول:" إن الأعشاب تساعد على القضاء على الدهون الثلاثية والكولسترول في آن واحد، وذلك من خلال أخذ مقادير متساوية من الأعشاب التالية: كزبرة, بذر كتان, كرفس".
ويضيف:" نأخذ نصف المقدار من الأعشاب التالية: حبة البركة, زنجبيل, خردل, قرفة، ويطحن الجميع , ثم يضاف ملعقة صغيرة من الأعشاب إلى كوب ماء مغلي, ويغطى حتى يفتر ويشرب بعد الوجبات الثلاث".
ويختم العالول بأن مدة المعالجة تكون بحسب شدة الحالة, فإن كان المستوى مرتفعًا, تستمر لمدة شهر, ثم تُحلل لمعرفة النتائج التي تقرر ضرورة الاستمرار أو التوقف, أما في حالة الارتفاع القليل فيكفي أسبوعان فقط قبل إجراء التحليل.
