بعد توقفها عن العمل لعقود، ينفض مهرجان السجادة الحمراء "الغبار" عن سينما عامر في غزة، حيث تجري أعمال تهيئتها وتجهيزها لغرض انطلاق فعالياته منها.
وفي 27 من الشهر الماضي، أعلنت اللجنة التحضيرية لمهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان -كرامة فلسطين- 2019 أن فعاليات المهرجان ستنطلق للسنة الخامسة على التوالي في فلسطين مساء الرابع من الشهر الجاري في قاعة "سينما عامر" بحي الرمال بمدينة غزة وبالتزامن سيعرض فيلم الافتتاح "غزة" في مركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله.
ويحمل مهرجان السجادة الحمراء لهذا العام عنوان "أنا إنسان" وذلك تزامنا مع ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة الذي يوافق 10 ديسمبر/كانون الأول سنويا.
وتقول إدارة المهرجان إنها حصلت على التراخيص كافة المطلوبة من الجهات المختصة في قطاع غزة لافتتاح مقر السينما المغلق منذ أكثر من أربعة عقود لعرض فيلم الافتتاح فيها في إشارة إلى رمزية السينما وإعادة مفهومها في القطاع.
ويؤكد البيان أن العروض ستشمل مدن قطاع غزة والقدس وبيت لحم ورام الله بالضفة الغربية.
ويقوم المهرجان "على فكرة إيصال رسائل للعالم أسره عبر شاشة السينما بأن الشعب الفلسطيني شعب تواق للحرية ويريد العيش بكرامة"، وفق إدارة المهرجان.
وخلال افتتاح المهرجان في قاعة سينما عامر سيعرض فيلم "غزة" وستكون هناك كلمات وفقرات هادفة، ثم بعد ذلك ستعرض الأفلام المشاركة في المهرجان في قاعات متعددة بغزة والقدس ورام الله.
وتنتهي فعاليات المهرجان في 11 من الشهر الجاري.
من جهته يقول الوكيل المساعد في وزارة الثقافة د. أنور البرعاوي: "سينما عامر سيعاد افتتاحها من أجل مهرجان السجادة الحمراء الذي كان يقيم فعالياته على مدار السنوات الماضية من لبنان وغزة".
وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، يضيف: "في العام الحالي بعد الاطلاع على الأفلام المعروضة طلبت الجهة القائمة على المهرجان أن تعرض الأفلام في سينما عامر، وبالفعل تمت الموافقة من أجل دعم المشهد الثقافي بعد التواصل مع من يمتلكون السينما بشكل فعلي".
ويوضح أن كل ما سيجري هو إطلاق مهرجان السجادة الحمراء ومن ثم ستفتح السينما لمدة ساعة وربع لعرض فلمين يتحدثان عن مدينة غزة، ثم ستنتهي الفعاليات.
ويؤكد البرعاوي أن غزة متحضرة ومنفتحة على جميع الفعاليات الثقافية والفنية خاصة تلك التي تجمع بين المقاومة والفن والثقافة، لافتًا إلى أن إقامة المهرجان يعكس صورة غزة الإيجابية التي يتم رسمها من خلال الفن.
وحول مصير السينما، يذكر البرعاوي، أن وزارة الثقافة لا تملك حق افتتاحها أو إغلاقها، وأن الأمر يعود لأصحابها الأساسيين، مستدركًا: "ولكن نحن كجهة رسمية نقول إن أي طرف يستطيع أن يقدم أي طلب يتعلق بمجال الثقافة والفن فإن الوزارة ستنظر بكل رضا بطلبه".
إعادة الروح للسينما
من جهته يقول مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة: إن المهرجان للعام الخامس تواليا إلى جانب مهرجانات أخرى يمثل ظاهرة ثقافية يجب البناء عليها وتعزيزها باستمرار؛ نظرا لحاجة المجتمع الفلسطيني لإحداث اختراق كبير في ثقافة السينما والعروض السينمائية وأن تتوافر ثقافة التوجه إلى السينما لمشاهدة فيلم في قاعة عرض من باب الترفيه إلى جانب التنمية الثقافية.
ويضيف أبو شمالة بأنه يفترض أن تكون هناك مؤسسات تدعم هذا التوجه في المجتمع الفلسطيني، ومن ثم الاتفاق على آليات إعادة الروح للسينما وصناعتها.
ومن منظور وطني –يتابع حديثه- يمكن أن تكون السينما أداة من أدوات التحرر الوطني وتعزيز القيم الوطنية عند الجمهور وغرس مفاهيم جديدة وقيمية عند الأجيال المختلفة بدءا من سن المراهقة وما بعد ذلك.
ويتابع أبو شمالة بأنه يمكن من خلال السينما صناعة لما لا يصنع في المدرسة والبيت، حيث يمكن أن تترك رسالة السينما في المشاهد أثرا بليغا.
ويقول أبو شمالة: عندما يشاهد الإنسان من خلال السينما مشهد تعرض بلال بن رباح رضي الله عنه للتعذيب في بطحاء مكة على غرار ما حدث في فيلم الرسالة فإن ذلك قد يترك أثرا نفسيا أكبر مما لو قرأ عن ذلك في كتاب، وربما يذرف الدمع أحيانا عندما يشاهد محاكاة درامية لواقع تاريخي.
ووفق إدارة المهرجان، فإنه يعود إلى عام 2015 عندما بسطت سجادة حمراء وسط ركام البيوت المدمرة بحي الشجاعية شرق غزة ليسير عليها البسطاء وأبناء الشهداء والجرحى والمدمرة بيوتهم واستمرت الفكرة للعام الخامس على التوالي دون انقطاع.