وضع حسام عزام (44 عامًا) إعاقته الحركية خلف ظهره، لينطلق في محطات بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن وفرنسا واليونان.
بدأ عزام الذي يقطن في جباليا (شمال قطاع غزة) حياته الرياضية بلعب كرة السلة في جمعية الشبان المسيحية عام 1993م، على كرسيه المتحرك، ثم لعب تنس الطاولة "+ 53" (تصنيف الإعاقة)، ونال لقب بطل فلسطين سنوات.
وحصل عزام الذي يعاني شللًا نصفيًّا منذ طفولته على الميدالية البرونزية عام 1999م خلال مشاركته في مسابقة تنس الطاولة بالعاصمة الأردنية عمان، ونظرًا إلى بنيته الجسمية الجيدة طُلب منه الانضمام إلى فريق ألعاب القوى، وخضع لأول اختبار لرمي الجلّة، الذي يتمثل في دفع الثقل ورميه، وهي رياضة تشبه في مجموعها حركة اليد المضغوطة التي تنفرج فجأة باندفاع بالغ، وفق قوله.
ويشير إلى أنه بعد انضمامه لفريق ألعاب القوى "رمي الجلّة" حصل على الميدالية الذهبية بالأردن، وبعدها بدأ بهذا المجال إلى أن حصل على الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني عام 2000م، مضيفًا: "كانت أول مشاركة لفلسطين للأشخاص ذوي الإعاقة وقتها، وحصلت على أول ميدالية أولمبية في تاريخ فلسطين، على مستوى المعاقين والأصحاء".
ولم يتوقف عزام الأب لثمانية أفراد عند هذا الحد، فقد حصد الميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في فرنسا عام 2002م، قبل أن يكرر الإنجاز ذاته في دورة الألعاب الأولمبية بأثينا عام 2004م في اليونان.
حصد الجوائز
ويبين أنه حصل على لقب "بطل آسيا وأفريقيا" مدة 18 عامًا بعد حصوله على المرتبة الأولى في "رمي الجلّة"، بعد أن حصد العديد من الجوائز العربية.
ويوضح أنه مر بأحوال اجتماعية سيئة، وأصيب بصدمة شديدة بعد وفاة أحد أبنائه وفقدان زوجته ووالده، واستشهاد اثنين من أشقائه، وإصابة نجله قبل عام 2008م.
ويشير إلى استدعائه، بعد فترة من الانقطاع عن ممارسة ألعاب القوى، للمشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008م، التي أقيمت في مدينة بكين بالصين، فحصل على الترتيب السادس بسبب ظروفه الصعبة، ثم انقطع لغاية 2012م.
أيضًا استدعي عزام للمشاركة في دورة الأولمبياد التي أقيمت بقطر عام 2012م، ولم تكن رياضة "رمي الجلّة" موجودة، واستبدل بها رمي القرص، وقد تدرب مدة ثلاثة أيام عليها إلى أن حصل على الميدالية الفضية.
ويشدد على ضرورة تأهيل وتدريب وترفيه اللاعبين طوال العام، ليكونوا جاهزين وقادرين على حصد أعلى الميداليات.
وفوجئ عزام خلال مشاركته في دورة الألعاب البارالمبية بالبرازيل "ريو دي جانيرو 2016م" الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، بمدى التطور الذي وصل إليه العالم.
وينبه إلى وجود أشخاص ذوي إعاقة قادرين على تحقيق الإنجاز في حال تأهيلهم وتدريبهم على الوجه المطلوب، مستدركًا: "لكن رياضة المعاقين أهملها بعض المعنيين".
ويبين عزام أنه بعد مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية في البرازيل "ريو دي جانيرو 2016م" لذوي الاحتياجات الخاصة لم يتلق أي نوع من التدريب، مضيفًا: "ما أحرزته لفلسطين لم ينجزه أحد".