بعد بلوغ الأطفال العامين تبدأ أمهاتهم تعليمهم الكلام، وفي حال لم ينطقوا بجمل وعبارات تبدأ المقارنات ومحاصرة الأم: لماذا طفلك لا يتكلم كابن فلانة؟!، تسأل إحدى الأمهات: ابني سنه ثلاثة أعوام ولا يتكلم، هل هذا طبيعي؟
وهنا يطرح سؤال نفسه: ما السن الطبيعية لتكلم الطفل، وما السن التي إن وصل إليها وهو لا يتحدث وجب على أمه عرضه على طبيب؟
اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة د. محمد القرشلي يبين أن الطفل يسمع وهو جنين في بطن أمه، مشيرًا إلى أنه يمكن للأم أن تطلب من الطفل الاستجابة للأصوات، وحينما يرد ويتفاعل معها تتحقق أنه لا يعاني مشكلة في السمع، وعليها أيضًا أن تكون على معرفة بمراحل نمو الطفل تبعًا لسنه وكلامه.
ويوضح القرشلي لصحيفة "فلسطين" أن الطفل في سن الشهرين حينما يسمع صوتًا عاليًا يغمض عينيه، وفي سن أربعة وخمسة أشهر إذا سمع صوتًا مرتفعًا يستطيع أن يلف وجهه نحوه، أما من سن ستة أشهر إلى 12 شهرًا فيدير وجهه كاملًا حسب اتجاه الصوت، حتى لو كان منخفضًا.
ويشير على الأم التي تشك بأن طفلها لا يسمع بأن تتركه نائمًا دون أن تفتح المصابيح وتصدر صوتًا، ثم تلاحظ إذا استيقظ والتفت إليها فسيكون سمعه بخير.
ويذكر القرشلي أن الطفل بعد بلوغه 15 شهرًا حتى عام ونصف يبدأ التعرف إلى أعضاء جسده، ويستطيع أن يفهم حينما تحدثه الأم، وبعد بلوغه العامين يكون جملة من كلمتين، وفي سن ثلاث سنوات يفهم ما يجري حوله ويعرف الخطر ولا يقترب منه، ويعرف مكونات العالم المحيط به.
أما مرحلة البستان أي بعد بلوغه أربع سنوات فيبين أنه يبدأ الكلام ويوجه أسئلة إلى الأم، وهي مرحلة قد تبدو "مزعجة" لجميع الأمهات.
ويطمئن القرشلي الأم التي يتأخر طفلها في الكلام أنْ لا تقلقي ما دام يفهم ويتحرك ويتفاعل مع الأطفال الآخرين، ويمتلك مهارات اللعب والتسلق؛ فلا تخافي أن يتأخر في الكلام.
ويبين أن الطفل في مرحلة رياض الأطفال (بلوغه خمس سنوات) يؤلف قصصًا من وحي خياله، ويرتب جملًا كاملة ولديه حصيلة لغوية كبيرة، وهنا تكمن الخطورة، إذا وصل إلى مرحلة البستان وهو لا يتكلم.
ويوصي القرشلي في هذه الحالة بعرضه على اختصاصي تخاطب ليعلمه الكلام، لحل مشاكل قد تتعلق بالنطق ومخارج الحروف، وبكل سهولة يمكن أن يتعالج.