قائمة الموقع

قاوم بخلك تحمِ عائلتك من الابتزاز

2019-11-30T09:17:00+02:00

البخل طبع أو عادة عند بعضٍ، وهو موجود في كل الأزمان والأماكن، وقد يسلكه الإنسان تعبيرًا عن حاجته للتملك، والرغبة في تأمين المستقبل، والشعور دائمًا بأنه يمتلك ما يريد أن يمتلكه، وليس بحاجة إلى الآخرين، وأنه يشعر بأمان إزاء المستقبل، وكما يقول المثل: "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود".

وصحيح أن الثقافة العربية يغلب عليها طابع الكرم، لكن أي مجتمع لا يخلو من بخلاء.

ويقول أستاذ الصحة النفسية المشارك بالجامعة الإسلامية د. أنور العبادسة: "البخل له آثار شخصية على صعيد شخص الإنسان وأسرته، خاصة حينما يتحول هذا البخل إلى نوع من التقصير في الواجبات والتقتير على الأهل، ما يؤدي إلى شعورهم بالحرمان وعدم القدرة على إشباع الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب وتعليم".

ويبين العبادسة في حديثه مع صحيفة "فلسطين"  أن البخل نسبي وله درجات ومستويات، ويكون بخلاً ظاهرًا حال التقصير في الحاجات الأساسية المعتادة بما نسبته وسط في المجتمع المحيط، فيكون عائقًا لعيش الزوجة والأبناء عيشًا يلائم الحالة الوسط في المجتمع.

ويوضح أنه من الطبيعي أن تتعايش الزوجة والأبناء مع حالة بخل الزوج أولاً، ثم يحاولوا معالجتها وتقويمها، وهذا التقويم يكون بالحوار بالدرجة الأولى، وإن لم يجدِ ذلك نفعًا؛ تستخدم الآليات الاجتماعية للضغط على الزوج، كتدخل أهل الزوجة أو الزوج.

وبسؤال أستاذ الصحة النفسية: "هل ينعكس البخل المادي على المشاعر؟" يجيب بأنه إجمالًا لدى الرجال نوع من البخل في التعبير الشعوري ويصعب عليهم التعبير عن مكنونات عواطفهم، ويحاولون أن يستبدلوا بهذا التعبير اللفظي تعبيرات عملية تعبر عن الاهتمام والرعاية، وبعض الممارسات التي يمكن للمرأة أن تدرك ما خلفها من المشاعر.

ويتابع: "لكن هذا الأمر لا يغني عن حاجة الزوجة للتعبير العاطفي التي يجب على الزوج أن يشبعها بطريقة أو بأخرى"، مشيرًا إلى أن هذا البخل العاطفي يؤدي –لا محالة- إلى مشكلات، مثل الحرمان العاطفي لدى الأبناء والبنات، وهذا يجعلهم فريسة سهلة لمن يجيد الكلام المعسول والمنمق، لذا مطلوب من الزوج الاهتمام بهذه الحاجات، وأن يقدمها قدر الاستطاعة للزوجة بما يشبع حاجتها لهذه العواطف.

ويوجه العبادسة نصيحة لمن يعاني بخلاً ماديًّا بالمحافظة على الاعتدالية والوسطية في كل حياته، ومن ذلك الإنفاق، فلا إسراف ولا تقتير، مشيرًا إلى أن من مخاطر البخل أن يشعر الأبناء والزوجات بالحرمان، وهو شعور يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة.

وهذا يعني ضعف الشخصية، ما يجعلهم عرضة للابتزاز والاستدراج والذهاب خلف الآخرين، ويمكن لبعض الزوجات أن تخضع لبعض الأشخاص الذين يستغلون حاجتها المادية تدريجًا، لأنها تصبح هشة ولا تجد من يشبع حاجاتها؛ وفق حديث أستاذ الصحة النفسية المشارك.

ويخلص العبادسة إلى أن الشخص البخيل يجعل أهله عرضة لابتزاز الآخرين، وسيطرتهم على زوجته وأبنائه وبناته، وقد يلجأ بعض الأبناء إلى السرقة لإشباع حاجاتهم، في المدارس أو في الجامعات أو أي أماكن أخرى.

اخبار ذات صلة