قائمة الموقع

​مواقع التواصل تفتح آفاقًا جديدة لربات البيوت

2017-03-06T06:50:57+02:00
صورة تعبيرية عن مواقع التواصل الاجتماعي

تشكو الكثير من ربات البيوت من العزلة داخل جدران البيت بسبب انشغالاتهن في رعاية أسرهن، ويؤكدن أن هذه الحالة لا تعزلهن عن الناس فحسب، بل أيضا عن تجارب الحياة وخبراتها والاطلاع على ما يجري من حولهن، ولذا وجدت الكثير من هؤلاء السيدات متنفساً في مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنها فتحت لهن آفاقًا جديدة يرين العالم من خلالها، وبفعلها يطوّرن أنفسهن.

عدتُ إلى عالمي

المعلمة التي استقالت من وظيفتها قبل 14 عاما "ميرفت عاصي" تقول: "عملت في التدريس لأكثر من عشر سنوات، تعلمت فيها الكثير من الخبرات والدروس الحياتية، وكوّنت علاقات كثيرة جدا، وكان نمط حياتي خلالها يتسم بالنشاط والمشاركة في فعاليات مهنية مختلفة كتلقي الدورات التدريبية، وكذلك كنت حاضرة دوما في المناسبات والاجتماعات العائلية".

وتضيف: "قلّ نشاطي بعد زواجي، وبعدما أنجبت ابني الثالث لم أجد مفرًا من ترك العمل لرعاية أسرتي، ومنذ ذلك الحين شعرت أنني استقلت من كل شيء وليس من الوظيفة فقط، ووجدت نفسي أبتعد تدريجياً عن الاختلاط بالناس".

وتتابع: "قبل سنتين تقريبا، أنشأت حسابا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، ومن خلاله تمكنت من التواصل مع عدد من زميلاتي اللواتي عملت معهن، وكذلك مع بعض طالباتي، ما جعلني أشعر أنني عدت إلى عالمي الحقيقي، وهذا انعكس إيجابا على حالتي النفسية، وأعاد لي جزءا من نشاطي، ناهيك عن الشعور بالانفتاح على العالم ومعرفة كل جديد والاطلاع على مختلف المعلومات والتجارب".

"ريهام عوض" وجدت ضالتها في "فيس بوك" ومنه انتقلت إلى "انستجرام" و"سناب شات"، بعدما كانت تشكو دوما من كونها "مش شايفة الدنيا".

تقول: "تزوجت بعدما أنهيت الثانوية العامة مباشرة، ومنذ ذلك الوقت وأنا حبيسة البيت، أهتم بزوجي وأربّي أبنائي، ولطالما شعرت بأنني أتراجع بسبب عزلتي".

وتوضح: "التراجع كان على الصعيد المعرفي، والنفسي، وحتى فيما يتعلق بالأناقة والموضة ومهارات التربية"، مبينةً: "دخلتُ إلى عالم الفيس بوك للتسلية، ولكن وجدت فيه أكثر من ذلك، فقد ملأ الفراغ الذي أعانيه في مختلف المجالات".

وتشير إلى أنها وقعت في فخ الإدمان في بداية انضمامها إلى "فيس بوك"، لكنها سرعان ما انتبهت، وأعادت بيتها إلى رأس قائمة أولوياتها.

آفاقٌ ولكن..

وتقول الأخصائية النفسية ليلى أبو عيشة: "إن المسؤولية الكبرى لربات البيوت هي رعاية الأبناء والقيام على شؤون المنزل، ولكن بعضهن يبقين داخل نطاق هذه المهمة ولا يخرجن عن حدودها، وعلاقاتهن لا تتجاوز الإطار العائلي الضيق دون تواصل كافٍ مع العالم الخارجي".

وتضيف لـ"فلسطين": "هؤلاء السيدات عندما يستخدمن مواقع التواصل الاجتماعي فإنها تفتح لهن آفاقا أكثر مما يعشنه، وتوصلهن إلى التعرف على ثقافات مختلفة، والوصول إلى المزيد من المعلومات، وكذلك التواصل مع نساء من أماكن أخرى، والاطلاع على العادات والتقاليد في بعض المجتمعات".

وتتابع: "أكثر ما يلفت النساء في هذه الحالة ما يتعلق بالجمال والأناقة، وتدبير الشؤون البيتية، والديكور، والتنظيف، والطهو، والتربية، فيتعرفن على طرق جديدة لتطبيقها في هذه المجالات".

وتؤكد أبو عيشة أن مواقع التواصل على أهميتها في فتح آفاق جديدة أمام ربات البيوت، إلا أنها لا تغني عن الانفتاح على الواقع بالفعل، خاصة أن العالم الافتراضي فيه الكثير من المغالطات.

وتشير إلى أن الخبرات التي يكتسبها الإنسان بفعل الاحتكاك بالناس على أرض الواقع، يمكن لربة البيت أن تحصل على بعضها من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين وخبراتهم وآرائهم المنشورة على مواقع التواصل، موضحةً: "هذه المواقع تملأ بعض الفراغات عند الإنسان وليس كلها، ويختلف الأمر حسب الهدف من الاستخدام، فالسيدة التي تستخدمها لأجل التسلية لن تحصل على فائدة كبيرة مما تقرأه، كما لو كانت تقرأ وتبحث بهدف المعرفة، لأن المعلومة والخبرة في الحالة الثانية تكون أكثر رسوخاً، وليست مجرد أمر عابر".

وتشدد أبو عيشة على أن استخدام هذه المواقع ينبغي أن يكون بشكل صحيح لضمان استفادة سيدة منه على الصعيد الشخصي وبطريقة تنعكس على الأسرة كلها، فالفوائد كلها مرهونة بحسن الاستخدام، من حيث التأكد من المعلومة ومن مناسبتها للأفكار والمعتقدات، وتنظيم الوقت كي لا يضيع في التصفح.

اخبار ذات صلة