أقامت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، بيت عزاء للأسير الشهيد سامي أبو دياك، الذي استشهد صباح اليوم في سجن "الرملة"، جراء تعرض إلى إهمال طبي متعمد خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك في بيت العزاء الذي أقيم في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، مساء أمس، أسرى محررين، ومثلين عن القوى الوطنية والإسلامية، ومتضامنين ومختصين في مجال الأسرى، وشخصيات فصائلية ووجهاء ومخاتير وشخصيات رسمية.
وعلق على جدران الخيمة صور الأسير أبو دياك، وأعلام فلسطين، ولافتات تدعو لمحاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحق الأسرى.
وحمل نشأت الوحيدي، ممثلًا عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير المريض أبو دياك.
وأكد الوحيدي، خلال مؤتمر صحفي عقده أمام خيمة العزاء، أن الشهيد أبو دياك كان شاهدًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي الممارسة بحق الأسرى المرضى.
وبين أن أبو دياك، تعرض عام 2015 لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزء من أمعائه، وأصيب بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان، وبقي يقاوم السرطان والسجان إلى أن استشهد صباح اليوم.
وحمل الوحيدي، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وكل اللجان الدولية والبرلمانية والمؤسسات الحقوقية الجزء الكبير من المسؤولية تجاه استشهاد أبو دياك في ظل الصمت المقيت الذي تعرض له.
وحث المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان لحماية الأسرى خلف السجون وتوفير احتياجاتهم من الأدوية، داعيًا الأمم المتحدة والمجلس الدولي لحقوق الإنسان وكل المنظمات المؤسسات الدولية للاستماع إلى شهاداتهم أمهات الأسرى، عن الجرائم التي يتعرض لها أبنائها خلف القضبان.
ودعا العالم للضغط على الاحتلال وإلزامه بالسماح للطواقم الطبية والدولية للاطلاع على أوضاع الأسرى الصحية وفحص الأدوية والعلاج الذي يقدم للأسرى، وتقديم احتياجاتهم من الأدوية.
وطالب بتنظيم وقفات فلسطينية وعربية ودولية وانسانية ونوعية غير تقليدية في كل دول العالم لتكون قادرة على استنهاض الحس الانساني وتحويل قضية أبو دياك، وجميع الأسرى لقضية رأي عام وقضية انسانية لفضح جرائم الاحتلال الممارس بحقهم.
ويشار إلى أن الأسير سامي أبو دياك، من مدينة جنين ويبلغ من العمر (37 عامًا)، وهو معتقل منذ عام 2002، كما يعتقل الاحتلال شقيقه سامر أبو دياك المحكوم بالسجن مدى الحياة.
وبارتقاء سامي أبو دياك، يرتفع عدد الشهداء الأسرى إلى 222، وكان آخرهم بسام السايح الذي استشهد بعد معاناة طويلة مع مرضي السرطان والقلب في 8 أيلول/ سبتمبر الماضي.
ووفق إحصائيات رسمية، فقد بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إلى نحو 5000، بينهم 40 سيدة، و230 طفلًا، و500 معتقل إداري، و700 أسير مريض.