الجرب هو مرض يتميز بظهور حكّة شديدة جدًا تسببها مجموعة من الطفيليات تسمى السوس (أحد المفصليات من رتبة الحَلـَم - Mite) تعشش في داخل طبقات الجلد، وقد يظهر الجرب لدى جميع الأشخاص، في جميع الأعمار ومن فئات سكانية مختلفة.

وينتقل الطفيل المسبب لهذا المرض من شخص لآخر عن طريق الاحتكاك المباشر، وفق أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل د. سعيد حسونة، الذي يعتقد أن الكثيرين في المجتمع الفلسطيني ينكرون وجود عدوى الجرب، ولا يتقبلون المصطلح الخاص بها.

ويفسر حسونة في حديث مع صحيفة "فلسطين": "المجتمع يربطها بقلة النظافة، وهو مفهوم خطأ، لأن الجرب ينتقل بالاحتكاك، والطفيل المسبب له يحفر تحت الجلد وينشط في وقت الليل، ولذلك جميع أنواع الحكات تكون في الليل".

ويلفت إلى أن هذا الطفيل قد ينتقل من التربة الملوثة، أو عن طريق الحيوانات المصابة بهذا المرض، أو الطيور، وفي الأماكن العامة التي فيها تربة كالملاهي ورياض الأطفال، وغيرها.

ويتابع أخصائي الأمراض الجلدية: "السبب الرئيس لانتشار هذا المرض بين الناس، هو عدم اتباع التعليمات الطبية الصحيحة"، موضحًا أنه عندما يكتشف الطبيب حالة في إحدى العائلات يجب عزلها وعدم ذهابها إلى المدرسة أو الروضة، وإذا أصيب عضو من العائلة يجب علاج جميع أفراد العائلة المصاب وغيره، كونه من الأمراض المعدية.

ويشير إلى أن كثيراً من الحالات لا تحبذ التشخيص الحقيقي للجرب، وتعتمد على بعض الأدوية والمراهم غير الصحيحة، وبالتالي معظم الحالات التي تقدر بمرض الجرب تكون في حالات متأخرة جدًا، وهناك من يستمر لسنتين ظانًا أنه يعاني من حساسية لا جرب.

وبالحديث عن الأعراض المميزة للجرب، منها –وفق قول حسونة- أهم أعراض الجرب وجود حفر أو نقط بسيطة تعرف باسم "البرو" أو "الأخدود تحت الجلد" وتكون بين أصابع اليدين، ومنطقة السرة، والفخذين، والبطن، ومن الأعراض الحكة في الليل وفي النهار لا توجد حكة، وقد لا يكون هناك أي حفر في الجلد، لكن هناك حكة ليلية شديدة.

ويبين أن الجرب يأخذ عدة أشكال، وصورا إكلينيكية، فالجرب الكلاسيكي يمتاز بوجود هذه الحفر، وهذه آفة أولية، عندما يحكها من يعاني من الجرب تؤدي إلى الآفة الثانوية وهي تقرحات في الجلد وتسلخات، لكن هناك جرب غير كلاسيكي أو يعرف باسم الجرب الكاذب، لا حبوب أو حفر فيه، بل حكة ليلية شديدة، وهناك نوع ثالث وهو الجرب الحُبيبي، أي لا يوجد أي نوع من الحفر لكن يوجد حبيبات كبيرة متصلبة تحت الجلد ذات لون بني، تظهر تحت الإبطين ومنطقة العضو التناسلي، وهو منتشر كثيرًا.

ويشدد أخصائي الأمراض الجلدية على ضرورة غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده لجميع الأفراد، لما لذلك من دور كبير في الوقاية من الأمراض المعدية.

وينصح أخصائي الأمراض الجلدية بعدم الأكل في الأماكن العامة دون غسل اليدين، وعدم اللعب بالتربة.

ويوصي بتعقيم البيوت بالسوائل المطهرة، وبعض المنظفات العادية، وأهم الأماكن للتعقيم هو الحمام كونه بيئة مواتية لانتقال العدوى بهذا المرض.