عد مختصان بالشئون الأمنية تضخيم جيش الاحتلال الإسرائيلي إسقاطه طائرة مسيرة من غزة محاولة لتحقيق أي إنجاز عسكري له يسهم في تعديل الوضع السياسي الداخلي لصالح بقاء حكومة نتنياهو، مشيرين في الوقت ذاته إلى وجود تطور نوعي على وسائل المقاومة الفلسطينية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم أول من أمس، أنه أسقط طائرة مسيرة اخترقت الأجواء من قطاع غزة، وأنه "جمع بقايا الطائرة المدمرة لفحصها والتحقيق بشأنها".
وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن تهديد الحوامات والطائرات الصغيرة بات جديا وأكثر أهمية من السابق بالنسبة لـ(إسرائيل) بعد تكرار استخدامها على جبهات مختلفة.
ولفت نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته، إلى أنه تم إسقاط تلك الحوامة بعد أن تم اعتراضها بنجاح عبر نشاط معين لم يفصح عنه.
وبين أن تهديد هذه الحوامات والطائرات تم مناقشته أكثر من مرة داخل المجلس الوزاري الأمني المصغر، مشيراً إلى تعاظم قوة هذه الحوامات والتي باتت في تطور مستمر تعمل (إسرائيل) على إحباطه.
جزء من الدعاية
اللواء يوسف الشرقاوي الخبير في الشؤون العسكرية، اعتبر أن تصوير إسقاط الطائرة كإنجاز هو جزء من الدعاية التي ينتهجها جيش الاحتلال مستهدفاً الجبهة الداخلية فيها.
وقال: "يوجهون رسالة لجمهورهم أنهم قادرون على إسقاط أي طائرة وتبديد أي خطر، ورسالة دعم لحكومة نتنياهو وتصويرها بأنها حريصة على أمن (إسرائيل) ولو باستغلال أي حدث بسيط وتضخيمه".
واستدرك بالقول: "لكن تطور استعمال الطائرات المسيرة بالنسبة للمقاومة مهم جداً فطائرات الاستطلاع ممكن في المستقبل أنْ تحمل متفجرات أو صواريخ دقيقة تستخدم لاستهداف مقدرات العدو".
ورأى الشرقاوي ضرورة أن تعمل المقاومة بشكل أكثر سرية على إدخال أسلحة جديدة على صعيد مجابهة الاحتلال، مؤكداً أن عمل المقاومة وإنجازها يكون تراكمياً يستدعي العمل المثابر وعدم اليأس.
وأضاف: "ينبغي أن تطور المقاومة عمل هذه الطائرات لتستطيع النجاة من الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فمجرد دخولها ضمن نطاق المقاومة يعتبر اختراقاً لمجال جديد وهو الجو".
ودعا المقاومة لأنْ تجهز أسلحة ومفاجآت عسكرية في أي جولة صراع قادمة، "وألا يتم الإعلان عنها قبلها لأن ذلك خطأ استراتيجي".
تضخيم الأمر
بدوره، اعتبر المختص بالأمن القومي إبراهيم حبيب أن تضخيم عملية إسقاط الطائرة يأتي ضمن محاولة الأذرع الإعلامية لجيش الاحتلال في هذه المرحلة تسجيل أي إنجاز عسكري ضد المقاومة.
وقال حبيب لـ"فلسطين": "هذا يعطي مؤشراً أن دولة الاحتلال لم تعد قادرة على تحقيق إنجازات أمام تطور وسائل المقاومة"، مشيراً إلى أنه في ظل الوضع السياسي الشائك في دولة الاحتلال فإن الجيش يحاول تصدير أي مشهد على أنه ردع للمقاومة.
وأضاف:" تحاول حكومة نتنياهو أن تسوق إنجازات لها وأنْ تبحث عن ثغرات لتسجل إنجازات أمام جمهورها"، متابعاً: "طائرات المقاومة المسيرة وصلت إلى (تل أبيب) وصورت مبنى الكرياه "مجمع وزارة جيش الاحتلال" دون أن تكتشفها وسائل الإنذار المبكر".
ولفت حبيب النظر إلى أن الاحتلال اضطر لاستخدام طائرات "الاف 16" لإسقاط هذه الطائرات عندما اكتشفها، لذلك فهم يحاولون تسويق تصديهم لطائرة تصوير على أنها إنجاز كبير لهم بينما في الحقيقة أن ذلك لا يضر المقاومة شيئاً بل يؤكد تطور أسلحتها".