قائمة الموقع

بـ"ماكينة رمادية".. الشاب "النبريص" يصنع مستقبله

2019-11-25T09:39:00+02:00

على ماكينة كساها اللون الرمادي، حفرت على جوانبها ندوب تعكس عمرها الذي تجاوز الـ30 عامًا، ولكنها تبقى الماكينة الأولى التي يحمل صهيب النبريص معها الكثير من الذكريات التي رسمت ماضيه وحاضره وسيكون لها شأن أيضًا في رسم مستقبله.

صهيب النبريص (17 عامًا) أحب أن يرسم مستقبله بيده وبماكينة الخياطة الخاصة بجدته أيضًا، فقد وجد الشاب أن أجمل الأعمال هي ما تُنجز باليد لذلك تعلم فن الخياطة.

"لا أنسى الأيام التي جلست فيها بجوار جدتي أطلب منها أن تعلمني كيف أضع الخيط داخل إبره الماكينة، وكيف أحمل المقص لأقص القماش ثم أخيطه، كما لا أنسى المهمة الرئيسة وهي تشغيل العجل الخاص بها حتى تبدأ عملها" هكذا يبدأ "النبريص" الحكاية.

وفي دردشة مع صحيفة "فلسطين"، يضيف: "جدتي هي من زرع في داخلي حب الخياطة لذلك سجلت في العام الماضي في مركز الرعاية الاجتماعية لتعلم مهنة الخياطة بشكل احترافي وعلى أيدي أساتذة مهنيين".

ويوضح النبريص الذي كان يرتدي زي التخرج وقد نال المرتبة الأولى على كل شباب دفعته أنه بدأ في العمل المنزلي والميداني قبل التخرج من المركز، لافتًا إلى أنه خلال أيام الأسبوع يعمل في أحد مشاغل الخياطة.

إلا أن حب هذه المهنة جعل يوم إجازته مخصصًا أيضًا لأقاربه وأبناء حارته الذين يريدون منه إصلاح بعض الملابس الخاصة بهم، أو إعادة خياطتها، مؤكدًا أنه يرضى بالشيقل أو الاثنين كأجرة لعمله.

واختار الشاب هذ المجال لأنه أحبه –كما يقول- لذلك فهو يشعر بأنه النجاح سيكون حليفه في يوم من الأيام، وسيعمل على تحقيق حلمه في أن يمتلك ماكينة خياطة وأخرى للحبكة ليكون قادرا على افتتاح محل للخياطة خاص به.

"النبريص" المتفوق على دفعته في الخياطة لم يكن حاله في المدرسة مماثلًا، فقد اضطر إلى تركها والخروج منها من الصف السادس الابتدائي، فهو لم يكن على حد وصفه "غاوي دراسة" وهو لا يرى في ذلك أي عيب بل العيب من وجهة نظره هو التوقف عند هذه النقطة دون السير في اتجاه يضمن التفوق والنجاح فيه.

تفوُّقٌ استطاع "النبريص" تحقيقه بعدما اختار المجال الصائب للعمل فيه ألا وهو الخياطة، وأكبر برهان أثبت له بأنه يسير على الطريق الصحيح هو حصوله على المرتبة الأولى بين أقرانه الذين درسوا معه التخصص.

ويعبر النبريص عن سعادته فيما وصل إليه خاصة وأنه يرى الفخر في عيون أبيه الذي كان لا يمل وهو يصطحبه في جولات في مدينة خانيونس جنوب القطاع، للبحث عن مشاغل للخياطة ليعمل فيها، أو لتعريف الناس بأن ابنه أصبح صاحب مهنة ومتفوقًا بها أيضًا وأنه متاح للعمل في أي وقت يلزمهم.

ويتمم بأن التشجيع كان من كل أفراد عائلته حتى أن عمه تكفل بأن يوفر له مبلغًا من المال ليشتري له ما يحتاج إليه من المكن ليبدأ عمله الخاص، بالإضافة إلى والدته وأفراد أسرته الذين يقفون معه في كل خطوة يسير بها.

اخبار ذات صلة