تتنوع الفواكه والخضراوات التي تزرع من فصل إلى آخر، تبعًا للظروف المناخية والاحتياجات، وتلجأ الأسر إلى اختيار ما يناسبها من هذه الأنواع، وهو ما يطرح سؤالًا عن أبرز المحاصيل الشتوية.
وفصل الشتاء بظروفه القاسية نوعًا ما تحدٍّ حيوي وبيولوجي للكائنات الحية التي تحاول أن تتأقلم مع درجات حرارته المنخفضة، لتتمكّن من البقاء حيّةً، وبسبب هذه الظّروف الجويّة الصعبة الزراعة في أشهُر فصل الشتاء مهمّة ليست يسيرةً، لكنها ضروريّة لتوفير الغذاء.
"وتتسم معظم الخضراوات الشتوية بأنها "صلبة"، لتتكيف مع الطقس البارد، لكنها تبقى معرضة دائمًا إلى الصقيع، لذلك يكون من المستحسن تغطيتها لتوفير حماية إضافية لها"، والحديث هنا للمهندس الزراعي عبد الله حسين التميمي.
ويقول التميمي لصحيفة "فلسطين": "من أهم الخضراوات الشتوية البصل، فيزرع في فصل الخريف لينمو خلال فصل الشتاء، وهو معروف بأنه يحتاج إلى مدة طويلة حتى يصبح جاهزًا للحصاد".
ويضيف: "قد يستغرق مدة تصل حتى الصيف، وهذا ما يتطلب من المزارع وضع خطة متأنية لطريقة زراعة البصل، نظرًا إلى أنه سيبقى في الأرض دون حصاد عند بدء زراعة خضراوات أخرى".
ويبين أن من أهم محاصيل الشتاء الثوم، وهو على غرار البصل، يحتاج إلى موسم طويل قبل أن يحصد، إذ من الممكن أن يبقى حتى فصل الصيف، وهناك أنواع من الثوم يمكن زراعتها خلال فصل الربيع، ويكون الثوم معرضًا أحيانًا إلى بعض الآفات الزراعية، لذلك، يجب على المزارع أن ينتبه جيدًا لهذا الأمر.
والسبانخ مفيد وصحي للإنسان، وهو أيضًا من الخضروات الشتوية، ويكون من المستحسن أن يزرع في أواخر فصل الخريف حتى تنمو أوراقه الطرية خلال الشتاء، وتستمر عمليات حصاده المنتظم خلال الصيف، ولابد أن يزيل المزارع أزهاره كليًّا في أثناء الحصاد؛ وفق قول التميمي.
ويشير إلى أنه إضافة إلى الخضراوات السابقة هناك بعض الأنواع التي يجب زراعتها في بيوت زجاجية لحمايتها من البرد الشديد، إذ إنها تكون معرضة إلى التلف عند زراعتها في الهواء الطلق.
ويذكر التميمي أن قائمة تلك الخضراوات تتضمن الجزر والملفوف، مضيفًا: "كذلك تشيع في فصل الشتاء زراعة بعض أنواع الفواكه، لاسيما الحمضيات بمختلف أنواعها، مثل: البرتقال، والليمون، والرمان، والموز، والكيوي، وغيرها".
وينبه إلى أن الخضراوات والفواكه الشتوية تتميز بقدرتها على تحمل الطقس القاسي شتاء، بيد أن المزارع مطالب باتخاذ بعض التدابير والخطوات للحفاظ على سلامتها ووقايتها من التلف، بتغطية المحاصيل خلال أيام الشتاء الباردة للحفاظ على درجة حرارتها ووقايتها من البرودة الشديدة والصقيع.
ويؤكد التميمي أهمية حماية مصادر المياه من التجمد بفعل البرودة الشديدة، فهذا الأمر يضر بالزرع والحيوانات على حد سواء، لذلك، يجب على المزارع استخدام بعض الأجهزة المصممة خصيصى لهذا الغرض، أو عزل خزانات الماء لئلا تتأثر بالبرودة.
وتساعد زراعة المحاصيل في أثناء فصل الشتاء على تحسين جودة التربة الحيويّة والكيميائية والفيزيائية؛ بزيادة نسبة تدفّق الكربون العضوي، وكميّة الطاقة الشمسية النافذة إلى عمق التربة.