لطالما وعدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، خلال الفترة الماضية، بتحسين خدماتها المختلفة للاجئين الفلسطينيين عامة، ولاجئي قطاع غزة خاصة في ظل ما يواجهه القطاع من حصار إسرائيلي، وتأخر لملف الإعمار.
ورأى رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة "حماس" عصام عدوان، أن الأونروا لم تنفذ الكثير من وعوداتها الخدماتية، التي تعهدت بها مع لجان اللاجئين، والهيئات الشعبية.
وأوضح عدوان لصحيفة "فلسطين"، أن الأونروا وعدت مؤخرا بتثبيت عقود 480 معلما، لكنها ثبتت 400 عقد فيما تبقى 80 موظفًا دون تثبيت حتى الآن، لافتا في الوقت ذاته، إلى أنه تمت المطالبة خلال اجتماع سابق مع أونروا بفتح باب التوظيف خاصة بعد تقاعد 1600 موظف.
وقال عدوان: "من المفترض عند زيادة عدد اللاجئين أن تتم مواكبة التوظيف وزيادة العدد بنفس الزيادة السكانية، هناك زيادة في أعداد الفقراء وارتفاع نسب البطالة، كل هذا دون حراك من الأونروا".
وأشار إلى أن الأونروا لم تتخذ أي خطوات جدية حتى الآن فيما يتعلق بموضوع إعادة الإعمار، رغم الوعود السابقة، "بل تكتفي بدفع بدل الإيجار، علما أن موقفنا أن هذه الأموال مهدورة ويمكن وضعها في البناء بدلاً من دفع أموال طائلة في بدل الإيجار".
وأفاد عدوان، بأنه تم الحديث عن فصل برنامج الصحة عن مختلف البرامج الأخرى؛ كون له خصوصية، "مؤكدا أنه فصله غريب وغير مبرر مطلقاً خاصة وأن برامج الصحة ضعيفة جدا".
وأبدى تخوفه من نية إدارة الأونروا فصل البرامج عن بعضها، وإغلاق بعضها بذريعة نقص التمويل، لافتا في الوقت ذاته، إلى أنه من ضمن المطالبات التي تحدثت عنها دوائر شئون اللاجئين سابقا تخفيض عدد الطلاب في الفصل الدراسي.
وأكد عدوان أن تقليص الأعداد في الفصول من شأنه فتح باب الوظائف الجديدة في الأونروا خاصة بعد فتح فصول جديدة للتدريس، "ولكن الوكالة تفعل العكس تماما"ـ مستدركا: "في السنوات الماضية كانت الأونروا تقدم مساعدات مالية للفقراء من الطلاب، وأوقفتها بحجة تقليل الدعم، إننا نطالب بعودتها وعودة الوجبات الغذائية أو على الأقل تكون مقتصرة على الفقراء الذين يعانون من سوء التغذية".
وأكد رئيس دائرة شئون اللاجئين في حماس، أن الأونروا لم تنفذ أيا من المطالب التي تم الحديث عنها في الاجتماعات الأخيرة، مشددا على ضرورة حراك اللاجئين ضدها لدفعها للاستجابة لمطالبهم وحقوقهم.
حجم الأموال
من جهته، قال مسئول ملف اللاجئين في الجبهة الديمقراطية، عبد الحميد حمد: إن "هناك تفاهما في عدد من القضايا جرى التوصل فيها لعدد من التفاهمات مع إدارة الأونروا، لكن ما يحكم السياسة العامة للأونروا هو حجم الأموال التي يمكن أن تضخ إليها"، حسب تعبيره.
وأوضح حمد لصحيفة "فلسطين" أن هناك جهودا تبذل على صعيد تأمين المبالغ الخاصة بسد العجز المالي، وأن هناك وعودا من الدول المانحة يمكن أن تفتح الطريق أمام توسيع برامج الإغاثة والتشغيل للأونروا.
مشاريع مقدمة
وفي السياق، قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، عدنان أبو حسنة: إن عملية التوظيف لم تتوقف، فقد كان آخرها توظيف 400 مدرس وهناك عمليات توظيف تتم في أقسام مختلفة حسب الحاجة.
وأوضح أبو حسنة لصحيفة "فلسطين"، أن الأونروا تبذل أقصى جهد من أجل تخفيف أعداد الطلاب وإنهاء نظام الفترتين، قائلاً: "بنينا خلال العام الماضي حوالي 20 مدرسة في 3 مناطق في قطاع غزة.. اليوم عدد الطلاب في مدارس الأونروا 64 ألف طالب".
وأشار إلى أن هناك 11 ألف طالب زيادة عن العام الماضي وهناك عمليات بناء مستمرة، مبدياً أمله في أن تساهم بعض المشاريع المقدمة في التخفيف من حدة الأزمة المتعلقة بأعداد الطلاب.
وأكد أن عملية إعادة الإعمار تتعطل بسبب نقص التمويل والمشاكل التي تحدث في إدخال مواد البناء، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم سوى الحصول على 30% فقط من الدعم المطالب فيه من الدول المانحة في مؤتمر إعادة الإعمار في 2014.
وقال: "موضوع بدل الإيجار من المشاكل الرئيسة التي نواجهها دفعنا بدل إيجار حتى إبريل القادم ونأمل بأن يكون هناك حل لهذه الأزمة"، مؤكدا أن هناك ضعفا في تلبية احتياجات اللاجئين في ظل اتساع الحاجة الاجتماعية الماسة لخدمات الأونروا وذلك يأتي في ظل تراجع الخدمات المقدمة من الحكومة لا سيما في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة ما يدفع الحالة الاقتصادية لمزيد من التعقيد.