"إلى متى سننتظر؟!، لا زلنا معتصمين في البرد القارس، نفترش الأرض ونلتحف السماء ولا مجيب لنا".. تلك الكلمات خرجت من قلب الأسير المحرر رامي البرغوثي، المعتصم لليوم الـ(32) تواليًّا.
ويعتصم المحررون داخل خيمة على ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط المدينة، فيما أمضى عدد منهم (10) أيام في الإضراب المفتوح عن الطعام، للمطالبة بصرف رواتبهم المقطوعة منذ (13) عاماً.
ويقول البرغوثي لـصحيفة "فلسطين": "إن أوضاع الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم تزداد سوءًا سيما مع دخولنا فصل الشتاء، الذي سيضع الاعتصام وإضرابنا عن الطعام على المحك، سيما أننا لم نشهد تضامن أو استجابة لمطالبنا التي يقر بها مسؤولو السلطة".
ويلفت إلى وجود "حالة تهميش" للاعتصام من مسؤولي السلطة الفلسطينية، "فللأسف لا يسأل أحد عنا أو عن قضيتنا؛ ولكي نقطع الطريق على أي شخص لم يتصل بنا، قدمنا كتابًا رسميًّا وخطيًّا لمقابلة رئيس الحكومة محمد اشتية منتظرين رده إلى الآن".
وأوضح أن الأوضاع الصحيّة للمحررين المضربين عن الطعام، تزداد سوءًا إذ تشتد الآلام عليهم، "سيما بين كبار السن منهم، ومرضى يعانون أمراضًا مزمنة كالسرطان والسكر والضغط".
وأشار البرغوثي المحرر إلى أن الأمناء العامين للقوى والفصائل الوطنية والإسلامية في مدينتي رام الله والبيرة، أكدوا خلال اجتماعهم الأخير تبنيهم قضية الأسرى المحررين ومطالبهم العادلة.
وذكر أن قادة الفصائل أبلغوهم بأنهم سيقترحون مبادرة على مسؤولي السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس وأعضاء اللجنة التنفيذية من أجل حل قضيتهم وتحصيل حقوقهم".
ويطالب المحررون التي قطعت رواتبهم على خلفية انتماءاتهم السياسية بإعادة صرفها أسوة ببقية الأسرى من الفصائل الفلسطينية كافة.
وكان المحرّرون المقطوعة رواتبهم نفذوا العام الماضي سلسلة فعاليات واعتصامات وإضرابًا عن الطعام لإعادة صرف رواتبهم المقطوعة منذ سنوات، على خلفية انتمائهم لحركة "حماس"، لكنهم أنهوا فعالياتهم بعد وعود رسمية بحل مشكلتهم، لكن ذلك لم ينفذ ما اضطرهم لإعادة تفعيل قضيتهم.
وتؤكد مؤسسات حقوقية أن قطع وزارة المالية في رام الله لرواتب (29) أسيرًا محررًا، تم بشكل غير قانوني ودون أي وجه حق، ما وضعهم وأسرهم في ظروف اقتصادية غاية في السوء.